مثل المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان اليوم الاثنين أمام محاكمة استئناف في جنيف، بعد عام من تبرئته في هذه القضية من تهم الاغتصاب والإكراه الجنسي.
وتستمر محاكمة رمضان (61 عاما) أمام دائرة الاستئناف الجنائية في جنيف 3 أيام، وهي تأتي قبل شهر من صدور حكم آخر بالاستئناف أمام القضاء الفرنسي، لكن من غير المتوقع صدور حكم فيها على الفور.
وقال روبير أسايل وفيرونيك فونتانا محاميا المدعية لوكالة الصحافة الفرنسية “إن موكلتنا واثقة ومصممة، وإن كانت كل جلسة تمثل محنة كونها تُذكر بليلة الرعب التي عاشتها في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2008”.
وأضافا “إنها تنتظر الاعتراف بها كضحية وإدانة المتهم بالاغتصاب، ولا مجال للشك في هذه القضية”.
وتقول المدعية السويسرية إنها تعيش في ظل التهديد وتستخدم اسم “بريجيت” المستعار وكانت تبلغ الأربعين من العمر تقريبا عند حدوث الوقائع المفترضة قبل حوالي 16 عاما.
ومن المقرر أن تصدر محكمة الاستئناف في باريس في 27 يونيو/حزيران، قرارها بشأن الطعن الذي تقدم به رمضان ضد إحالته على المحكمة الجنائية بتهمة ارتكاب عمليات اغتصاب بين عامَي 2009 و2016 استهدفت أربع نساء، وكان المدعي العام طلب إسقاط التهم الموجهة إلى ثلاث منهن.
وتؤكد المدعية إن رمضان أخضعها لأفعال جنسية وحشية ترافقت مع الضرب والشتائم مساء 28 أكتوبر/تشرين الأول 2008 في غرفة فندق في جنيف. وتقدمت بشكوى بعد 10أعوام.
وتتفق جهتا الدفاع والادعاء على أن رمضان والمدعية أمضيا الليلة معا في غرفة فندق غادرته في الصباح الباكر. لكن رمضان نفى قيامه بأي فعل جنسي، وأقر بأنه قبّلها قبل أن يضع حدا للعلاقة.
لكن محكمة في جنيف قد برأت رمضان في 24 أيار/مايو 2023 من تهمة الاغتصاب والإكراه على إقامة علاقة جنسية وقضت بعدم وجود دليل ضده، وخلصت المحكمة إلى أن رواية صاحبة الشكوى كانت “متسقة ومفصلة بشكل عام” لكنها غير مدعومة بأي دليل مادي يؤكد حدوث الوقائع المعنية.
وقررت المحكمة تعويضه عن أتعاب محاميه بمبلغ يصل إلى 151 ألف فرنك سويسري (حوالى 152 ألف يورو)، لكنها رفضت طلبه بالتعويض عن الضرر المعنوي، لكن النيابة والمدعية أعلنا على الفور استئناف الحكم.
ويحمل رمضان شهادة دكتوراه من جامعة جنيف حيث كتب أطروحة حول مؤسس جماعة الأخوان المسلمين المصرية حسن البنا جده لوالدته. وكان أستاذا في الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وأستاذا ضيفا في جامعات عدة في المغرب وماليزيا واليابان وقطر.
ويتمتع رمضان بشعبية في أوساط الإسلام المحافظ إلا أنه يثير جدلا خصوصا في صفوف دعاة العلمانية الذين يعتبرونه مناصرا للإسلام السياسي.