شهد قطاع غزة -اليوم السبت- تنفيذ عدد من الدول عمليات إنزال مساعدات، بينها الأردن والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا ومصر، وسط ظروف إنسانية مأساوية يعيشها السكان الذين يمارس عليهم الاحتلال الإسرائيلي حربا بالسلاح وبالتجويع.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية -في بيان- أن طائرة تابعة وأخرى أردنية أسقطتا اليوم إمدادات غذائية للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، في عملية مساعدات إنسانية مشتركة.
وجاءت عمليات إسقاط المساعدات باستخدام طائرة “سي-130” تابعة لسلاح الجو الأميركي وأخرى من الطراز ذاته تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، في الوقت الذي قالت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم إن واحدا من كل 3 أطفال تحت سن 24 شهرا يعاني الآن من سوء تغذية حاد، محذرة من مجاعة تلوح في الأفق.
ووصفت القيادة المركزية الأميركية عمليات إسقاط المساعدات جوا بأنها “جزء من جهد متواصل، ونحن نواصل التخطيط لعمليات التسليم الجوية اللاحقة”.
من جانبه، قال الجيش الأردني في بيان “نفذت القوات المسلحة، اليوم، 5 إنزالات جوية لمساعدات طبية وغذائية بمشاركة عدد من الدول الشقيقة والصديقة”.
وأضاف “شاركت في عملية الإنزال الجوي التي استهدفت عددا من المواقع في شمال القطاع طائرتان من نوع سي -130 تابعتان لسلاح الجو الملكي، نفذت إحداهما إنزالا لمساعدات طبية عاجلة على المستشفى الميداني الأردني”.
مساعدات ألمانية
بدوره، حث المستشار الألماني أولاف شولتس إسرائيل اليوم على السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة على نطاق أوسع، قبل بدء جولته بالشرق الأوسط التي تستغرق يومين.
ومن المقرر أن يسافر شولتس إلى ميناء العقبة الأردني المطل على البحر الأحمر اليوم للاجتماع غدا مع الملك عبد الله، ثم سيتوجه إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال شولتس للصحفيين قبل مغادرته “من الضروري أن تصل المساعدات إلى غزة على نطاق أوسع الآن. وسيكون هذا موضوعا يجب أن أتحدث فيه”.
وعبر عن قلقه بشأن الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح جنوب غزة، حيث يلجأ أكثر من نصف سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وأضاف “هناك خطر من أن يؤدي الهجوم الشامل على رفح إلى سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، وهو ما يجب منع حدوثه بشكل صارم”.
كما ذكرت القوات الجوية الألمانية أنها نفذت عملية إسقاط جوي على القطاع الفلسطيني شملت 4 أطنان من مواد الإغاثة.
وقالت الخارجية الألمانية على منصة إكس “كل طرد مهم، لكن عمليات الإسقاط الجوي تعد مجرد قطرة في بحر”.
شحنة مساعدات من قبرص
من جهة أخرى، قال الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس إن شحنة ثانية من المساعدات الغذائية جاهزة للمغادرة والتوجه بحرا إلى غزة، وذلك بعد وصول أول شحنة مساعدات إلى القطاع الفلسطيني الليلة الماضية.
ووصل نحو 200 طن من المواد الغذائية إلى القطاع في وقت متأخر أمس، وهي أول شحنة تسلك الطريق الجديد لإرسال المساعدات إلى قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر.
وقال كريستودوليدس للصحفيين “بدأت السفينة الأولى عودتها إلى قبرص، ونحن مستعدون لإرسال السفينة الثانية”.
وترسو السفينة الثانية، التي تحمل 240 طنا من المساعدات، في ميناء لارنكا في انتظار إشارة الإبحار.
وقد تحول جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، حيث يواجه سكانه نقصا خطيرا في الغذاء بعد نحو 6 أشهر على شن إسرائيل هجوما جويا وبريا على هذا القطاع المحاصر.