استشهد عشرات الفلسطينيين -اليوم السبت- معظمهم في جباليا شمال غزة، في حين بدأت حركة نزوح من مخيم البريج وسط القطاع ترقبا لتوغل قوات الاحتلال فيه.
وأفاد مراسل الجزيرة بانتشال 12 شهيدا جميعهم نساء وأطفال من منزل عائلة البرش الذي قصفه الاحتلال في جباليا، مشيرا إلى أنه تعذر الوصول إلى المصابين في الشوارع لإسعافهم.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، تنفذ قوات الاحتلال قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على منطقة جباليا البلد، وسط اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال التي تحاول تعميق توغلها في جباليا.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه سيطر بشكل شبه كامل على شمالي قطاع غزة، لكن المعارك التي تخوضها المقاومة بالمنطقة تدحض روايته.
وفي تطورات أخرى، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 4 فلسطينيين، بينهم طفلة، وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم البريج وسط القطاع المحاصر.
ووسط القطاع أيضا، قال مراسل الجزيرة إن طفلة استشهدت وآخرين أصيبوا في قصف إسرائيلي لمنزل شرق مخيم المغازي، كما استشهد مدني في غارة جوية على منزل في مخيم دير البلح.
وسجلت أيضا إصابات جراء قصف مماثل على مخيم النصيرات التي تعرض الليلة الماضية لغارة مما أدى لاستشهاد 18 مواطنا وعشرات الجرحى.
كما واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي قصفها الجوي والمدفعي لحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، بالتزامن مع اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الجيش الاسرائيلي خلال محاولات تقدم آلياته في الحي.
وفي جنوبي القطاع، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد شخصين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منزل في خان يونس.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم استشهاد 201 وإصابة 368 خلال الـ 24 ساعة الماضية، وكانت أفادت قبل ذلك بساعات باستشهاد أكثر من 400 شخص في الساعات الـ48 الأخيرة، مما يرفع الحصيلة الإجمالية منذ بداية الحرب إلى 20 ألفا و258 شهيدا، و53 ألفا و688 مصابا.
انتشال جثث مدنيين
في غضون ذلك، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة انتشال عشرات الجثامين المتحللة من شوارع بيت لاهيا شمالي القطاع.
وقال الدفاع المدني إن معظم الجثامين لمدنيين تعرضوا لإعدامات ميدانية، وأخرى نهشتها الكلاب بسبب منع قوات الاحتلال انتشالها.
وكان شهود عيان أفادوا بأنه تم العثور على عشرات الجثامين لفلسطينيين -بعضهم نساء وأطفال- ملقاة بالطرقات شمالي القطاع بعد أن قتلتهم القوات الإسرائيلية بالقذائف وصواريخ الطائرات المسيرة والقنص بالرصاص الحي.
ووصف الشهود مشاهد الجثامين المتحللة في الطرقات بالفاجعة والمأساة، حيث نهشت الكلاب والقطط أجزاء منها، بينما تحللت أجزاء أخرى.
وعثر على الشهداء في الشوارع، بعد أن تراجعت آليات الاحتلال من منطقة تل الزعتر ومحيط المستشفى الإندونيسي في جباليا الليلة الماضية.
نزوح من البريج
في غضون ذلك، نزح العديد من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة من المنطقة بعد تهديد الجيش الإسرائيلي باقتحامها.
وحمل النازحون بعضا من أغراضهم على متن عربات خشبية تجرها حمير أو أخرى صغيرة من الحديد، في طريقهم من البريج إلى دير البلح.
وكان الجيش الإسرائيلي نشر باللغة العربية أمس منشورا طلب فيه من سكان مخيم البريج وأحياء عدة مجاورة المغادرة فورا باتجاه دير البلح.
ويتحدث جيش الاحتلال منذ أيام عن اعتزامه توسيع نطاق العمليات وسط قطاع غزة وكذلك جنوبه، حيث عزز قواته المنتشرة في خان يونس.
وفي الإطار، قالت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم إن دبابات للجيش بدأت عملية برية من كرم أبو سالم لمحور فيلادلفيا على حدود القطاع مع مصر.
بيد أن مصادر فلسطينية قالت إنه لم يتم رصد تحركات عسكرية إسرائيلية في المنطقة.
وكان جيش الاحتلال -الأسابيع الأخيرة- تعمد تدمير مئات المباني السكنية والمرافق العامة القريبة من السياج الأمني، ولا سيما شرق مدينة غزة وجباليا شمالا، في إطار خطة لإنشاء منطقة عازلة تمنح البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة عمقا أمنيا.