شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة -صباح اليوم الثلاثاء- مما أدى لسقوط أكثر من 60 شهيدا وإصابة العشرات، في حين تدور معارك ضارية بمناطق مختلفة في خان يونس، بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الذي أعلن مقتل 24 من جنوده.
ونقلت وكال الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت خيام النازحين في المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين، وإصابة العشرات.
وأفادت مصادر طبية، بوصول عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى؛ إثر قصف الاحتلال سيارة تقل نازحين قادمة من خان يونس إلى المحافظة الوسطى من قطاع غزة، عبر الطريق الساحلي.
كما أفادت المصادر نفسها أن المدفعية الإسرائيلية قصفت مجددا محيط مستشفى ناصر في المدينة، التي تشهد معارك ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال.
استهداف الهلال الأحمر والمستشفيات
من جانبه قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفت صباح اليوم مقره في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأضاف الهلال الأحمر -عبر منصة “إكس”- أن القصف المدفعي رافقه إطلاق نار كثيف من المسيّرات الاسرائيلية، مما أدى إلى إصابة عدد من النازحين الموجودين في المبنى.
وقال إن الدبابات الإسرائيلية توجد قرب مقره في خان يونس، مؤكدا أنه فقد الاتصال بشكل كلي مع طواقمه الطبية هناك، وأن الاحتلال يمنع طواقمه من الوصول إلى الجرحى.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الصحة في غزة إن عشرات الشهداء والجرحى ما زالوا في المواقع التي استهدفها الاحتلال غرب خان يونس، وإن الاحتلال الإسرائيلي يمنع تحرك سيارات الإسعاف لانتشالهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال اقتحم مستشفى الخير غربي خان يونس، واحتجز طواقم طبية.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بوصول عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى؛ إثر قصف الاحتلال سيارة تقلّ نازحين قادمة من خان يونس، إلى المحافظة الوسطى من قطاع غزة عبر الطريق الساحلي.
كما أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد عدد من الفلسطينيين بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال القطاع، بينما قصفت مدفعية الاحتلال محيط مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وقال مراسل الجزيرة، إن قصفا جويا استهدف المناطق الواقعة بين المغازي وسط القطاع، والقرارة في جنوبه.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين بمنطقة تل الزعتر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، كما أفاد باستشهاد 3 فلسطينيين بينهم طفل، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا غرب خان يونس.
المقاومة تكبد الاحتلال خسائر فادحة
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صباح اليوم أنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” المضادة للدروع في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
من جهتها أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت صباح اليوم بوابل من قذائف الهاون تمركزا لجنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة المسكر الغربي بخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي وقت سابق اليوم، قالت السرايا إنها فجّرت دبابة إسرائيلية بعبوة “ثاقب”، في محيط الحي الياباني غرب خان يونس. وأضافت أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون تمركزا لجنود وآليات الاحتلال، في محور التقدم بالمعسكر الغربي بخان يونس.
واعترف الجيش الإسرائيلي اليوم بمقتل 24 ضابطا وجنديا خلال الـ24 ساعة الماضية في معارك في غزة، منهم 21 عسكريا من قوات الاحتياط قُتلوا بتفجير عمارتين في مخيم المغازي وسط القطاع، وهو ما وُصف بأنه أعنف يوم قتالي منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الأعمال العسكرية للجيش في قطاع غزة تسير وفق ظروف أمنية قاسية، مؤكدا أن المعارك في خان يونس جنوب القطاع قاسية جدا.
وأوضح هاغاري أن مقتل العسكريين الـ21 أتى نتيجة قصف عمارتين بقذيفة صاروخية في مخيم المغازي، كانوا يضعون المتفجرات حولهما، مشيرا إلى أن عملية إنقاذ الجنود من تحت الأنقاض استمرت لساعات طويلة الليلة الماضية.
من جهته، أعلن مستشفى سوروكا الإسرائيلي أنه استقبل أمس 7 عسكريين جرحى -بينهم حالتان خطيرتان- أصيبوا في معارك بجنوب غزة. وتابع أنه استقبل 2642 عسكريا مصابا منذ بداية الحرب، وما زال 33 منهم يتلقون العلاج، موضحا أن بينهم 11 حالة خطيرة.
وتقترب معركة خان يونس من دخول شهرها الثالث دون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من إحكام سيطرته على المحافظة، التي يرى قادة الاحتلال أنها المركز الأهم عسكريا بالنسبة للمقاومة.