قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن علاقات بلاده مع الصين تمضي في الطريق الصحيح، في حين صرح نظيره الصيني شي جين بينغ بأن بكين وواشنطن أحرزتا تقدما لتحسين علاقاتهما، وذلك في أعقاب زيارة قام بها وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن أمس الاثنين للصين هي الأولى لوزير خارجية أميركي منذ 5 أعوام تقريبا.
وصرح بايدن ردا على سؤال من الصحفيين إذا كان يشعر بإحراز تقدم في العلاقات بين واشنطن وبكين، قائلا “نعم”، مضيفا أن الوزير بلينكن “قام بعمل رائع”.
وأمس الاثنين، التقى الوزير بلينكن مع الرئيس الصيني في ختام زيارة تهدف إلى الحيلولة دون تحول الخلافات العديدة بين القوتين المتنافستين إلى صراع، وقبل ذلك اجتمع وزير الخارجية الأميركي بنظيره الصيني تشين غانغ أول أمس الأحد.
واتفقت الصين والولايات المتحدة، أمس الاثنين، على تحقيق الاستقرار في تنافسهما المحتدم حتى لا يتحول إلى صراع لكنهما أخفقتا في التوصل لأي انفراجة كبيرة.
وقال البيت الأبيض إن وزير الخارجية بلينكن أجرى محادثات صريحة وبناءة مع الرئيس الصيني ومسؤولين آخرين وإنه لا تغيير في سياسة الصين الواحدة وإن واشنطن لا تدعم استقلال جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي.
وفي ختام زيارة تضمنت أول مباحثات بين البلدين من نوعها منذ 2018، قال الوزير بلينكن إن الصين لم توافق حتى الآن على استئناف الاتصالات العسكرية المباشرة مع بلاده.
ورفضت الصين بحث عرض الولايات المتحدة استئناف قنوات الاتصال العسكري بين الطرفين، مرجعا الأمر إلى عقوبات تفرضها واشنطن على مسؤولين عسكريين صينيين على رأسهم وزير الدفاع.
تصريح شي
وقال الرئيس الصيني إن بلاده والولايات المتحدة أحرزتا تقدما، واتفقتا على متابعة التفاهمات المشتركة التي توصل إليها مع نظيره الأميركي جو بايدن في جزيرة “بالي” الإندونيسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وخلال استقباله وزير الخارجية الأميركي في بكين، أعرب الرئيس الصيني عن أمله أن تسهم زيارة بلينكن في استقرار العلاقات الصينية الأميركية.
وأضاف الرئيس شي أن “التواصل بين دولة وأخرى يجب أن يستند دائما على الاحترام المتبادل والإخلاص”، معربا عن أمله في أن تساعد زيارة بلينكن في “استقرار العلاقات بين الصين وأميركا”.
وخلال أحد أبرز الاتصالات بين الولايات المتحدة والصين منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه، لم يتضح كيف سيتغلب البلدان على خلافاتهما، لكنهما اتفقا على الاستمرار في الاتصالات الدبلوماسية مع مزيد من الزيارات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
وكانت زيارة سابقة لوزير الخارجية الأميركي مقررة في فبراير/شباط الماضي إلى الصين قد تأجلت بعد تحليق ما يشتبه في أنه منطاد تجسس صيني فوق المجال الجوي الأميركي، وهو ما نفته بكين قائلة إنه منطاد مدني.
زيارة ممهدة
وعبّر مسؤولون أميركيون عن آمالهم في أن تمهد زيارة بلينكن للصين الطريق أمام المزيد من الاجتماعات الثنائية في الأشهر المقبلة، بما يشمل زيارتين محتملتين لوزيرة الخزانة (المالية) جانيت يلين ووزيرة التجارة جينا رايموند.
وكان من المأمول أيضا أن تمهد زيارة بلينكن الطريق أمام قمة بين شي وبايدن في وقت لاحق من العام الجاري.
تجدر الإشارة إلى أن من أبرز القضايا الخلافية التي صعدت التوتر بين بكين وواشنطن في السنوات القليلة الماضية ملف تايوان، والمنافسة التكنولوجية والعقوبات الأميركية المفروضة على شركات صينية عملاقة في المجال الرقمي والتجارة، ومعاملة أقلية الإيغور المسلمة في الصين، فضلا عن المطالبات الصينية في بحر جنوب الصين.