نقلت مصادر غربية عن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قوله إن الرئيس جو بايدن أبلغ قادة مجموعة الدول السبع المجتمعين في هيروشيما اليابانية موافقته على مبادرة مشتركة لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات من الجيل الرابع، من ضمنها طائرات إف-16.
يأتي ذلك فيما شدّدت الدول الصناعية الكبرى السبع عقوباتها على روسيا معلنة تدابير جديدة للحد من إمكانات موسكو تمويل حربها على أوكرانيا. كما أعلنت كييف رفضها أي وساطة سلام مع روسيا لا تستبعد منذ البداية أي خسارة للأراضي الأوكرانية أو وقف للقتال.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي آخر قوله إن الرئيس جو بايدن سيعلن عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 375 مليون خلال القمة، ستشمل وحدات مدفعية وذخيرة وراجمات هيمارس.
كما أعلنت الخارجية اليابانية السبت أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيحضر القمة غدا الأحد، وسيعقد اجتماعا ثنائيا مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.
وأكد جيك سوليفان أن تدريب القوات الأوكرانية على طائرات إف-16 يتطلب عدة أشهر، وأنه سيتم اتخاذ قرار خلال الأشهر المقبلة بشأن الدول التي ستزود كييف بهذا النوع من الطائرات.
وأشار إلى أن طبيعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا تتغير مع تغير أوجه الصراع هناك، منوها إلى أن الرئيس بايدن يتطلع إلى لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال القمة المتواصلة في هيروشيما منذ الجمعة حتى غد الأحد.
قرار “تاريخي”
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نقلت عن مصادر مطلعة أن إدارة بايدن أشارت إلى الحلفاء الأوروبيين في الأسابيع الأخيرة بأن الولايات المتحدة لن تعرقل تسليم أوكرانيا طائرات إف 16.
وتعليقا على القرار الأميركي، قال الرئيس الأوكراني إنه يرحب بالقرار التاريخي للولايات المتحدة بدعم تحالف دولي للطائرات المقاتلة لبلاده.
وكتب على تويتر “أرحب بقرار الولايات المتحدة التاريخي والرئيس الأميركي بدعم تحالف دولي لتسليم مقاتلات”، مضيفا أن هذا الموقف “يعزز بشكل كبير قدرة جيشنا في الجو”، ولافتا إلى أنه يعتزم “بحث التطبيق العملي لهذا القرار” خلال القمة.
كما أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن بلاده ستعمل مع الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك لتزويد أوكرانيا بالقدرة الجوية القتالية التي تحتاجها، مرحبا بإعلان واشنطن موافقتها على تدريب الطيارين الأوكرانيين.
ونقلت شبكة “سي إن إن” في وقت سابق عن مصادر مطلعة أن الإدارة الأميركية أشارت إلى الحلفاء الأوروبيين في الأسابيع الأخيرة بأن الولايات المتحدة ستسمح لهم بتصدير مقاتلات من طراز إف 16 إلى أوكرانيا إذا كان هذا هو ما قرر الحلفاء القيام به، لكن مسؤولي الإدارة الأميركية قالوا إنهم ليسوا على علم بأي طلبات رسمية من طرف الحلفاء بهذا الشأن.
عقوبات جديدة
من ناحية أخرى، شددت الدول الصناعية الكبرى السبع الجمعة عقوباتها على روسيا معلنة تدابير جديدة خلال قمة هيروشيما بهدف الحد من إمكانات روسيا لتمويل حربها على أوكرانيا.
وأعلن قادة الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا -في إعلان مشترك صدر بعد اجتماع مخصّص لأوكرانيا- عن تدابير من أجل “حرمان روسيا من التكنولوجيات والمعدات الصناعية وخدمات مجموعة السبع التي تساند حملتها الحربية” في أوكرانيا.
وتشمل هذه التدابير قيودا على صادرات منتجات “أساسية لروسيا في ساحة المعركة”، كما تستهدف كيانات متهمة بنقل معدات إلى الجبهة لحساب موسكو.
وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي أن العقوبات الجديدة من شأنها زيادة الضغوط على آلة الحرب الروسية.
كما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن العقوبات الجديدة تظهر أن “مجموعة السبع تبقى موحدة بوجه تهديد روسيا وحازمة في دعمها أوكرانيا”.
وكانت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قد أعلنا قبل ذلك فرض قيود صارمة على واردات الألماس الروسي، وهو قطاع يدر مليارات الدولارات سنويا على روسيا.
وساطة مشروطة
على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الجمعة في لشبونة، أن بلاده ترفض أي وساطة سلام مع روسيا لا تستبعد منذ البداية أي خسارة للأراضي الأوكرانية أو وقف للقتال.
وقال كوليبا -بعد اجتماع مع نظيره البرتغالي جواو غوميش كرافينيو- “أي خطة أو مبادرة سلام وأي وساطة، لا ينبغي أن تنطوي على خسارة قانونية أو حقيقية للأراضي الأوكرانية”.
وأضاف -مخاطبا للصحافيين- “لا ينبغي أن تقوم أي مبادرة أو وساطة على فرضية أنه يجب علينا تجميد الصراع ثم رؤية ما سيحدث”.
وأشار إلى أن “أي وساطة يجب أن تؤدي إلى الاستعادة الكاملة لوحدة أراضي أوكرانيا”.
هجمات على كييف
ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة بوقوع سلسلة انفجارات قوية في العاصمة كييف بعد اختراق طائرات مسيرة للدفاعات الجوية
ورصد المراسل تحليق طائرة مسيرة في سماء منطقة ميدان الاستقلال بالعاصمة الأوكرانية، متجهة نحو منطقة قصر الرئاسة، تلاها دوي انفجار في سماء المنطقة المحيطة بالقصر.
كما رصدت كاميرا الجزيرة تحليق الطائرة فوق المنطقة الواقعة وسط العاصمة.
وقال المراسل إن عددا من السكان توجهوا إلى محطات المترو للاحتماء بها.
وأكد رسلان كرافشينكو رئيس الإدارة الإقليمية لمنطقة كييف إن القوات الروسية واصلت هجماتها على كييف، وأن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط عدد من المسيّرات فوق غابات المقاطعة.
كما قالت القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها أسقطت 16 مسيرةً وثلاثة صواريخِ كروز أطلقت من سفن روسية في البحر الأسود، بينما أعلن جهاز الأمن الأوكراني تضرر 76 هدفاً في 17 بلدة وقرية في دونيتسك جراء القصف الروسي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي زاباروجيا جنوبي البلاد، قال شهود عيان إن القوات الروسية عززت في الأسابيع الأخيرة مواقعها الدفاعية في محطة زاباروجيا للطاقة النووية وحولها، وذلك قبل الهجوم الأوكراني المضاد المتوقع.
وقالت الشركة الروسية التي تشغل المحطة إن أي تحرك عسكري محتمل من أوكرانيا يشكل تهديدا على السلامة النووية وإن معدات المحطة تخضع للصيانة كما يلزم.
وضع باخموت
وبخصوص الوضع في جبهة باخموت شرقي البلاد، وصفت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني القتال في اتجاه المدينة بالعنيف للغاية، مؤكدة إمداد الوحدات الروسية هناك بعدة آلاف من المقاتلين.
وأشارت إلى مواصلة تلك القوات محاولات الهجوم رغم تكبدها خسائر فادحة مع عمل الجيش الأوكراني على تدميرها وتقليل قدراتها الهجومية.
وأكدت أن القوات الروسية تحقق بعض التقدم في المدينة، لكنها لا تسيطر عليها.
في المقابل، استبعد يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر السيطرة على المدينة خلال أيام، مشيرا إلى أن ذلك يرجع إلى تركز المعارك العنيفة على في الضواحي الجنوبية الغربية من المدينة.