أعلنت الخارجية الروسية أن وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان سيعقدان مباحثات جديدة غدا الجمعة في موسكو، ضمن سلسلة جهود دبلوماسية دولية للتقريب بين البلدين الجارين في جنوب القوقاز وفي ظل تجدد التوتر بينهما، وتأتي المحادثات بينما لا تزال اشتباكات متكررة تسجل في المناطق الحدودية بين البلدين، حيث قتل في أحدثها جندي أرميني أمس الأربعاء.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو ستستضيف غدا الجمعة اجتماعا ثلاثيا واجتماعات ثنائية منفصلة بين وزيري خارجية أرمينيا أرارات ميرزويان، وأذربيجان جيهون بيراموف، ونظيرهما الروسي سيرغي لافروف.
وفي أحدث المواجهات بين باكو ويريفان، أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن أحد جنودها “توفي أثناء نقله إلى المستشفى بعد إصابته بجروح جراء إطلاق القوات الأذربيجانية النار” عند الحدود المشتركة للبلدين.
ونقلت إنترفاكس عن وزارة الدفاع الأرمينية أن قذائف أصابت قرية سوتك القريبة من الحدود. وذكرت الوكالة أن أذربيجان نفت الاتهامات الأرمينية، ووصفتها بأنها “محض كذب”.
وفي الأسبوع الماضي، قتل جندي أرميني وآخر أذربيجاني في اشتباكات حدودية، حيث يتبادل الجانبان الاتهامات بشكل متكرر بتصعيد الهجمات.
وخاضت الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان حربين -مطلع تسعينيات القرن الماضي وعام 2020- للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ التي تقطنها أغلبية أرمينية وانفصلت أحاديا عن أذربيجان قبل 3 عقود.
وبعد حرب خاطفة سيطرت خلالها باكو في خريف عام 2020 على أراض واسعة في المنطقة، وقّعت باكو ويريفان وقفا لإطلاق النار بوساطة روسية، إلا أن المناطق الحدودية بين البلدين لا تزال تشهد مناوشات متكررة.
وأتت الاشتباكات الأسبوع الماضي قبل أيام من لقاء في بروكسل في 14 مايو/أيار الجاري جمع بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان برعاية رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال. وكان هذا اللقاء الخامس من نوعه في إطار الوساطة الأوروبية.
واستضافت واشنطن مطلع مايو/أيار الجاري مباحثات استمرت 4 أيام بين وفدين من البلدين. وعبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن آنذاك عن سروره لإحراز “تقدم ملموس”، معتبرا أنه من الممكن الوصول إلى اتفاق سلام.
ويتوقع عقد لقاء جديد بين باشينيان وعلييف في الأول من يونيو/حزيران القادم في مولدوفا بحضور شارل ميشال والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، على هامش قمة للمجموعة السياسية الأوروبية.
وتنظر موسكو بعين الريبة إلى المبادرات الغربية بين الطرفين لاعتبارها القوقاز حديقة خلفية لها على المستوى الإستراتيجي.