“موتوا جوعا لتلتقوا يسوع المسيح”.. كانت تلك -فيما يبدو- الجملة السحرية التي تسببت في وقوع واحدة من كبرى الكوارث الإنسانية ذات الطابع الديني بعدما لقي العشرات مصرعهم جوعا في كينيا إثر اتباعهم توجيه قس مسيحي محلي، بحسب ما كشف عنه تقرير لصحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية.
وأكدت الصحيفة أن السلطات الكينية كشفت اليوم الخميس أن عدد الضحايا بلغ 226 قتيلا بعد العثور على 15 جثة جديدة في غابة شاكاهولا جنوبي شرقي كينيا، وذكرت الشرطة أن الجثث تعود لضحايا أتباع طائفة بولس ماكينزي، سائق سيارة الأجرة السابق الذي أنشأ كنيسته الخاصة وأعلن نفسه قسا.
وبعد تفجر الكارثة، سلم ماكينزي نفسه للشرطة، في حين بادرت السلطات إلى إغلاق 20 حسابا بنكيا كانت باسمه.
وأوضحت الشرطة أنها عثرت على ضحايا لا يزالون على قيد الحياة، ونقلتهم على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، حيث ينتظر أن تساهم شهاداتهم في فك ألغاز الكارثة الإنسانية، التي تفجرت نهاية الشهر الماضي ووصفت بالمجزرة.
خنق وتجارة أعضاء
ونقلت لوموند عن مصادر طبية تأكيدها أن من بين الضحايا أطفالا تعرضوا للضرب وللخنق، مبرزة أن عمليات التشريح -التي لا تزال مستمرة- أثبتت أن 112 من الجثث الأولى المكتشفة ماتت جوعا.
أكثر من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الأطباء المشرفين على التشريح أكدوا وجود جثث سرقت منها أعضاء، مما دفع الأجهزة القضائية في كينيا للحديث عن وجود تجارة أعضاء بشرية ممنهجة تورطت فيها ما أسمتها “عناصر نشطة”.
وقالت لوموند إن هذه الكارثة فتحت النقاش بشأن تنظيم عمل المؤسسات الدينية المسيحية في كينيا، إذ تضم البلاد نحو 4 آلاف كنيسة، في حين بادر الرئيس الكيني ويليام روتو لإنشاء مجموعة عمل تشرف على إعداد إطار قانوني لتنظيم عمل تلك المؤسسات وضبط آليات اشتغالها.