أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الأربعاء تأجيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في محافظتي غزة والشمال نظرا للأوضاع الصعبة واستمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
وقالت الوزارة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع العراقيل أمام تنفيذ الحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال، مما يحرم الأطفال هناك من حقهم في تلقي التطعيم.
بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إنه تم تأجيل المرحلة الثالثة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، وكان مقررا البدء بها اليوم، بسبب تصاعد العنف وأوامر النزوح الجماعي.
كذلك، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط إن القصف الإسرائيلي المكثف والنزوح الجماعي وصعوبة الوصول إلى هناك، أخر خطط تطعيم أكثر من 119 ألف طفل في الشمال.
وأضافت أن الظروف الحالية، التي تشمل الهجوم المستمر على البنية التحتية المدنية، لا تزال تعرض سلامة الناس وتحركاتهم في شمال غزة للخطر، مما يجعل إحضار الأسر لأطفالها بأمان للتطعيم وعمل الفرق الصحية مستحيلا، وكررت دعوتها لوقف إطلاق النار.
وحذرت من أن خطر انتشار شلل الأطفال على المستويين الإقليمي والعالمي مرتفع للغاية في حال الفشل في الوصول إلى ما لا يقل عن 90% من الأطفال في غزة.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) دعت أمس الثلاثاء إلى هدنة مؤقتة لإتاحة فرصة لمغادرة شمال غزة، وقالت إن “الناس لا ينتظرون إلا الموت” هناك بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وبدأت حملة شلل الأطفال في أول سبتمبر/أيلول بعد أن أكدت المنظمة في أغسطس/آب إصابة طفل بشلل جزئي، بسبب فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، وهي أول حالة من هذا النوع في القطاع منذ 25 عاما.
وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأ جيش الاحتلال عمليات قصف غير مسبوق على مخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة بمحافظة شمال القطاع، قبل أن يعلن اليوم التالي عن بدء اجتياح لهذه المناطق، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة” بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وبدعم أميركي واسع وعلى مرأى من العالم كله، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة خلّفت حتى ظهر أمس الثلاثاء 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية العالمية.