دير البلح، قطاع غزة (أ ب) – قالت السلطات الصحية الفلسطينية إن غارة جوية إسرائيلية أصابت مدرسة تحولت إلى ملجأ في مدينة غزة في وقت مبكر من صباح السبت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصا، في واحدة من أعنف الضربات في الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وحماس.
واعترف الجيش الإسرائيلي بالضربة، مدعيا أنها أصابت مركز قيادة لحماس داخل المدرسة.
وقالت خدمة الإسعاف والطوارئ التابعة لوزارة الصحة إن الغارة على مدرسة التبين وسط مدينة غزة أسفرت عن إصابة 47 شخصا. وتستخدم المدرسة، مثل جميع مدارس غزة تقريبا، كمأوى للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الحرب.
ووقع القصف دون سابق إنذار في الصباح الباكر قبل شروق الشمس بينما كان الناس يصلون في مسجد داخل المدرسة، بحسب أبو أنس، وهو شاهد عيان عمل على إنقاذ الناس.
وقال “كان هناك أشخاص يصلون، وكان هناك أشخاص يغتسلون، وكان هناك أشخاص نائمون في الطابق العلوي، بينهم أطفال ونساء وشيوخ. سقط الصاروخ عليهم دون سابق إنذار. الصاروخ الأول، والثاني. وقد انتشلناهم كأشلاء بشرية”.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم قوات الدفاع المدني التي تعمل تحت إشراف الحكومة التي تديرها حماس، إن ثلاثة صواريخ اخترقت المدرسة والمسجد بداخلها، حيث كان نحو 6 آلاف نازح يحتمون من الحرب.
وأضاف أن العديد من القتلى لم يكن من الممكن التعرف عليهم، مشيرا إلى أنه يتوقع ارتفاع حصيلة القتلى. وقال إن العديد من الضحايا كانوا من النساء والأطفال.
وبحسب الأمم المتحدة، تعرضت 477 مدرسة من أصل 564 مدرسة في غزة لقصف مباشر أو تضررت في الحرب حتى السادس من يوليو/تموز. وفي يونيو/حزيران، أسفرت غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي فلسطينيين نازحين في وسط غزة عن مقتل 33 شخصاً على الأقل، بينهم 12 امرأة وطفلاً، وفقاً لمسؤولي الصحة المحليين.
ألقت إسرائيل باللوم في مقتل المدنيين في غزة على حركة حماس، قائلة إن الجماعة تعرض المدنيين للخطر من خلال استخدام المدارس والأحياء السكنية كقواعد للعمليات والهجمات.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له اليوم السبت، إن المدرسة تقع بجوار مسجد يستخدم كملجأ لسكان مدينة غزة.
وتأتي الضربة في الوقت الذي جدد فيه الوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون مساعيهم لدفع الطرفين إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد في تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران وقائد كبير في حزب الله في بيروت.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، أسفرت الحملة الإسرائيلية على غزة عن مقتل أكثر من 39600 فلسطيني وإصابة أكثر من 91700 آخرين. واندلعت الحرب بعد هجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث اقتحم مسلحون من غزة جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وخطف 250 آخرين.
لقد تم تهجير أكثر من 1.9 مليون شخص من سكان غزة الذين بلغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون شخص من منازلهم، حيث فروا مرارا وتكرارا عبر القطاع هربا من الهجمات. والآن يعيش معظمهم في مخيمات خيام متداعية في منطقة تبلغ مساحتها نحو 50 كيلومترا مربعا (19 ميلا مربعا) على ساحل غزة.