رأى أستاذ الذكاء الاصطناعي الدكتور وائل عبد المجيد أنه بالإمكان احتواء المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، وقال إنه من الضروري أن يقوم العلماء المختصون والحكومات والسياسيون بوضع قوانين تحد من انتشار المعلومات المضللة والكراهية والتي تخلقها منظومات الذكاء الاصطناعي، مشددا في السياق نفسه على أهمية وضع تقنين لوسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف -في حديثه لحلقة (2023/6/13) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن التحذيرات التي أطلقها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي هي الأكثر واقعية، باعتبار أنه تحدث عن المخاطر الآنية لمنظوماته ومنها مسألة الشائعات وخطرها على الديمقراطيات.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، طالب المجتمع الدولي بالتعامل بجدية، مع تحذيرات العلماء من التهديد المحتمل للذكاء الاصطناعي، الذي يقولون إنه لا يقل خطورة عن الحروب النووية. ونبه إلى استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لنشر المعلومات المضللة والكراهية.
كما أعلن غوتيريش أنه سيشكل مجلسا استشاريا علميا مع خبراء من كافة مؤسسات الأمم المتحدة، ولا سيما الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية ومقره في جنيف ومنظمة اليونسكو، للنظر في القضية بشكل عاجل.
وفي نفس موضوع الذكاء الاصطناعي، أعلن عبد المجيد -وهو أيضا مؤسس مختبر الذكاء البصري وتحليل الوسائط المتعددة بجامعة جنوب كاليفورنيا- أن الولايات المتحدة الأميركية هي الأقوى في هذا المجال على مستوى الجامعات والشركات، وهي صاحبة الشركة التي أنشأت منظومة الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الصين قوية على مستوى الجامعات والحكومة، وقد تذهب بعيدا في هذا المجال.
تخوف واشنطن من دور الصين
وعن أسباب تخوف الولايات المتحدة الأميركية من دور الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، أكدت الضابطة السابقة في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ليندسي موران أن ما تخشاه واشنطن هو أن تستغل بكين غيابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لتصبح من أكبر صانعي السياسات ووضع القوانين في المنظمة خاصة في ظل التهديد الناشئ في وجود الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى خشية الاستخبارات الأميركية تحديدا من أن تخرج تقنيات الذكاء الاصطناعي عن السيطرة.
وكانت اليونسكو أعلنت الاثنين الماضي، أن الولايات المتحدة تعتزم استعادة عضويتها في المنظمة اعتبارا من يوليو/تموز المقبل، لتطوي صفحة نزاع استمر عقدا مع الهيئة التي انسحبت منها واشنطن في 2018.
وشددت موران على أهمية انخراط الولايات المتحدة في النقاشات المتعلقة بمخاطر الذكاء الاصطناعي، مثل مدى تناغمه مع مسألة حقوق الإنسان وتعزيز حكم القانون، مؤكدة على مسألة احتمال تشكيل وكالة دولية تعنى بتنظيم موضوع الذكاء الاصطناعي.
وقالت في نفس السياق إنه يجب على الولايات المتحدة والصين أن يتعاونا في موضوع الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، بغض النظر عن خلافاتهما التي سبقتها التكنولوجيا.
أما كبير الباحثين في مركز الصين والعولمة، أنديه موك فقال من جهته إن بكين لطالما كانت منفتحة على التعاون مع أي بلد بغض النظر عن أي أيديولوجية، مؤكدا أن التعاون الدولي مطلوب في هذا المجال، خاصة أن الذكاء الاصطناعي قد يقتل الذكاء البشري، ويؤثر على كل مجالات الحياة البشرية.