9/6/2023–|آخر تحديث: 9/6/202308:59 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
ذكر تقرير نشرته صحيفة فزغلياد الروسية أن الخبراء الغربيين ما فتئوا يصفون العلاقات الروسية والصينية بـ”التحالف”، وبأنه أكبر اتحاد غير معلن في العالم، فيما تصفه وسائل إعلام روسية بأنه نقطة قوة رئيسية تعيق رغبة الولايات المتحدة في الاحتفاظ بالهيمنة العالمية.
وأضاف التقرير أن الصين تلتزم رسميا بسياسة عدم الانضمام إلى التحالفات العسكرية السياسية.
وأوضح أن بكين على الرغم من التزامها -على سبيل المثال- بحماية كوريا الشمالية من التهديدات الخارجية، فإنها تستبعد إقامة تحالف عسكري سياسي مع بيونغ يانغ ومع دول أخرى -ومن بينها روسيا- لأسباب مختلفة.
تاريخ
وبحسب التقرير، فإنه على مرّ التاريخ، كانت الصين هي المهيمنة في شرق آسيا، واعتبرت نفسها دائما مركز العالم ولا تقبل الدخول في أي نوع من التحالفات المتساوية. في المقابل، خلقت علاقات تقوم على الولاء مع الدول المجاورة.
ونقلت فزغلياد عن ديمتري سوسلوف نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المدرسة الروسية العليا للاقتصاد، قوله إن علاقة “التعاون” بين الصين والاتحاد السوفياتي بدأت عام 1950، عندما أبرم الطرفان معاهدة الصداقة والتعاون الثنائي.
بعد ذلك، حدث تعاون ثنائي كبير بينهما على المستوى العسكري لم يصل إلى حد التحالف، حيث وقع خلاف كبير بينهما وتوتر بسبب الصراع الحدودي بينهما.
سيادة
وأضاف سوسلوف أن الصين ترى أن معاهدات التحالف تحد من حريتها في المناورة السياسة الخارجية، بحيث تُطالب بالتزامات هي في غنى عنها، وقد تُجبر بسببها على التدخل في صراعات لا تريد التورط فيها.
أما الآن -تتابع فزغلياد- فإلى جانب امتداد سلطتها في شرق آسيا، فهي تكتسح الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية من خلال الآليات الاقتصادية والدبلوماسية، مما ينفي اهتمامها بتفاقم العلاقات مع القوى العظمى هناك أيا كانت.
بدائل التحالف
وأشار التقرير إلى أن إنشاء أي تحالف بين بكين وموسكو سيعني مباشرة تدهور علاقات الصين مع الولايات المتحدة وأوروبا، كما سيجبر بكين على المشاركة في الحرب دفاعا عن الأراضي الروسية.
وبحسب سوسلوف، فإن الصين -بدلاً من التحالف- تبرم اتفاقيات من نوع مختلف لا تلزمها بحماية البلدان، لكن تمكنها من إنشاء قواعد عسكرية.
كما أبرمت الصين العديد من الاتفاقيات بشأن التعاون العسكري التقني مع موسكو، تمكنها من الحصول على التقنيات الروسية في مجال الدفاع الجوي ومحركات الطائرات، وما تحتاجه لتطوير مجمعها الصناعي العسكري.
وأفاد التقرير بأن تشكيل التحالفات يجعل من بكين ملزمة بتطبيق بعض الإملاءات، فيما قال سوسلوف إن بكين لطالما أكدت عدم رغبتها في الهيمنة، وقدمت نفسها كدولة نامية لا تسعى إلى الهيمنة على المنطقة، لذلك فإنها لا تسعى لإقامة تحالفات.
إضافة إلى ذلك، تأخذ الصين عبرة من التاريخ وتدرك أن نهج “التكتل” هو الذي قاد العالم إلى حروب كبيرة.
روسيا أيضا؟
ولفت التقرير إلى أن موسكو هي بدورها تدعو إلى اتباع نهج لا يقوم على التحيز وإنشاء عالم متعدد الأقطاب.
ومن ثم فهي لا تولي اهتماما كبيرا لإقامة تحالف عسكري سياسي وثيق مع الصين، لأن ذلك يلزمها بالمشاركة في النزاعات الصينية على الأراضي المتنازع عليها، أي في الصراع القائم ليس فقط مع اليابان بل أيضا مع الهند وفيتنام.