ذكر تقرير نشرته صحيفة “فزغلياد” الروسية أن موسكو تؤيد فكرة توسيع مجلس الأمن، وتدعو إلى توافق الآراء بشأن هذه المسألة، وهو ما يتماشى مع سعي الولايات المتحدة لتحقيق الخطوة نفسها.
ونقل التقرير عن أستاذ العلاقات الدولية في روسيا غيفورج ميرزيان، قوله إن الرئيس الأميركي جو بايدن يخطط لإجراء إصلاح كبير في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تُجري المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، مشاورات مع الدول الأعضاء في المنظمة بشأن ضمّ ستة أعضاء دائمين في مجلس الأمن، دون أن يكون لهم حق النقض.
نتيجة لذلك، وفقا للأميركيين، يمكن أن يتألف مجلس الأمن من 21 دولة، هي: 5 أعضاء دائمين يتمتعون بحق الفيتو، و6 أعضاء دائمين دون حق الفيتو، إلى جانب 10 أعضاء غير دائمين يتناوبون باستمرار.
أهداف
وأوضح أنه من خلال هذا الإجراء، يرغب رئيس الولايات المتحدة في تحقيق العديد من الأهداف، من بينها إظهار عظمة السياسة الخارجية، وتعزيز العلاقات مع دول الجنوب.
وأورد التقرير تصريحا للممثل الدائم للبرازيل في الأمم المتحدة رونالدو كوستا فيلهو، قال فيه إن إصلاح مجلس الأمن يمثل الأداة الرئيسية التي يستخدمها بايدن لإقناع الجنوب بأنه يقوم بدور أكبر في الحفاظ على النظام العالمي الحالي، وعن طريق ذلك سيظهر أن إستراتيجية روسيا والصين لتوحيد الجنوب في مواجهة الاستعمار الجديد دون جدوى.
وبحسب ميرزيان، ستضاف مبادرة بايدن إلى قائمة طويلة تضم محاولات الإصلاح الفاشلة لمجلس الأمن. في الوقت نفسه، سوف يغتنم الجمهوريون الفرصة لانتقاد البيت الأبيض بسبب هذه المبادرة.
الحاجة لروسيا
وأوضح تقرير فزغلياد أن موسكو تؤيد بدورها فكرة توسيع مجلس الأمن، وتدعو إلى توافق الآراء بشأن هذا الموضوع.
ومع ذلك، فإن بايدن يبدو محاصرًا بسبب سياسته الخارجية التي تهدف إلى عزل روسيا. وقالت ممثلة وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن إدارة بايدن تمنع جميع المسؤولين الأميركيين من الاتصال بروسيا.
بالإضافة إلى ذلك -بحسب التقرير- فإن واشنطن غير مستعدة لمراعاة المصالح الروسية في هذا التعاون، والاعتراف بحقوق موسكو كلاعب متساو.
واشنطن عاجزة
وتؤكد فزغلياد أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحقيق أهدافها من دون التعاون مع موسكو، فهي -مثلا- عاجزة عن تبني سياسة فعالة لكبح جماح الصين، كما أنها عاجزة أمام مهمة تأسيس نظام يخص الأمن الجماعي في أوروبا.
وبحسب الصحيفة الروسية، فقد أظهرت التجارب التاريخية -على غرار نظام فيرساي- أن محاولات إنشاء هذا النظام في ظل تغييب روسيا غير فعالة وتتحول إلى رماد عند الأزمات. وعليه فإن الرغبة في تعزيز “الناتو” على أساس معاد لروسيا يزعزع استقرار القارة الأوروبية.
كما أن واشنطن عاجزة أيضا عن حل الأزمة مع كوريا الشمالية من دون روسيا، كونها من بين الدول التي تجمعها علاقات وثيقة مع بيونغ يانغ.
ويرى التقرير أن الأزمة الروسية الأوكرانية نقلت التعاون العسكري التقني الروسي الإيراني إلى مستوى جديد، لذلك تستميت روسيا جاهدة في سبيل تعزيز قوة إيران.
ودون التعاون مع روسيا لن تستطيع الولايات المتحدة منع انتشار الأسلحة النووية، سواء من حيث عدد الرؤوس الحربية في العالم بعد تعليق روسيا مشاركتها في معاهدة ستارت، أو من حيث ظهور هذه الأسلحة على أراضي دول ثالثة.
وأكد التقرير أن فشل بايدن في مهمة إصلاح مجلس الأمن لا يهدد فقط مستقبله السياسي بل يصيب السياسة الخارجية الأميركية بالشلل، وبناء عليه، فإن الإدارة الأميركية تقف أمام خيارين: إما الاستمرار في سياسة رفض أي تعاون مع موسكو أو تقليص نفوذها العالمي، وكلاهما يخدمان مصلحة روسيا.