26/12/2023–|آخر تحديث: 26/12/202311:19 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن مقتل جنديين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد قصف دبابة إسرائيلية مبنى في غزة تبين لاحقا أن داخله كتيبة من جيش الاحتلال.
ويمثل هذا الإعلان إخفاقا جديدا للجيش الإسرائيلي، بعد عدد من العمليات المشابهة منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام على مستوطنات يهودية في غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ العملية المباغتة التي شنتها المقاومة، وأسفرت خلال ساعات قليلة عن مقتل نحو 1500 إسرائيلي فضلا عن أسر مئات آخرين، تشن إسرائيل عدوانا سافرا على قطاع غزة يشمل قصفا جويا متواصلا، مما أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 53 ألفا آخرين، فضلا عن تدمير ما يقرب من نصف مساكن غزة.
قتل 3 أسرى
وقبل أيام، وبالتحديد في منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال قتل 3 من الأسرى الإسرائيلية لدى المقاومة في غزة بالخطأ، مما أثار حالة من السخط داخل إسرائيل، خصوصا بين عائلات الأسرى التي تضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل.
ويبدو أن الإسرائيليين الثلاثة كانوا قد نجحوا في الإفلات من قبضة المقاومة، وخرجوا إلى الشارع ملوحين برايات بيضاء، وهم يستنجدون باللغة العبرية هاتفين “أنقذونا”، لكن بدلا من إنقاذهم جاءتهم النيران الصديقة لتقضي عليهم.
وفي التفاصيل التي روتها وسائل إعلام إسرائيلية، فقد غادر الأسرى الثلاثة مبنى يبعد عشرات الأمتار عن المبنى الذي توجد فيه قوة من جيش الاحتلال. في وقتها شاهدهم جندي وهم يخرجون من المبنى دون قمصان، ويحملون عصا بقطعة قماش بيضاء (علم أبيض، وفقا لتعليمات إطلاق النار يمنع إطلاق النار على الشخص الذي يحمله).
اعتبر الجندي أن المختطفين الثلاثة يشكلون تهديدا، وصاح برفاقه “إرهابيون” وبدء بإطلاق النار تجاههم. وفقا للإعلام العبري، قتل اثنان على الفور وفر الثالث مصابا إلى داخل المبنى الذي خرج منه ورفاقه مرة أخرى.
وبعد توقف إطلاق النار، بدأ الرهينة المصاب بالصراخ من داخل مخبئه “أنقذوني.. أنقذوني” باللغة العبرية.
مأساة فوق الاحتمال
وما إن سمع صراخ الثالث حتى أعطى القائد العسكري، وهو برتبة رائد، الأوامر بوقف إطلاق النار، وخرج الأسير الجريح مطمئنا من المبنى فعاجله جندي بإطلاق النار عليه، وأرداه قتيلا مخالفا بذلك أوامر القائد الميداني.
وبعد قتل “الرهائن” كانت الشكوك تراود جنود الاحتلال بشأن هوية القتلى فتم نقلهم لإسرائيل، وبعد فحص الجثث تبين أنهم أسرى لدى المقاومة في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن التحقيق في الحادث الذي وصفه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه “مأساة فوق الاحتمال” وأنه جعل دولة إسرائيل بكاملها حزينة في ذلك المساء.
قصف رهائن إسرائيليين
وبعد ذلك بأيام قليلة، كشف الإعلام الإسرائيلي عن فضيحة أخرى تمثلت في إطلاق دبابة تابعة لجيش الاحتلال النار على منزل يضم رهائن إسرائيليين في مستوطنة “بئيري” أثناء عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة.
وبثت القناة الـ12 الإسرائيلية تحقيقا تضمن صورا التقطت من طائرة للشرطة الإسرائيلية، تُظهر بوضوح لأول مرة قصفَ دبابة إسرائيلية منزلا في مستوطنة “بئيري”.
وأورد تحقيق للقناة الإسرائيلية شهادة إحدى سكان المستوطنة، وأكدت أنها أصيبت بشظية من هذا القصف. كما أظهر أيضا صورا لتجمع كبير لقوات الأمن الإسرائيلية خارج المستوطنة في ذلك اليوم، بمن فيهم جنود وأفراد من الشرطة، بدون أن يبادروا إلى أي تحرك لإنقاذ الأسرى.
أما صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فذكرت في تقرير لها أن دبابة إسرائيلية وصلت إلى مستوطنة “بئيري” بعد ساعات من عملية طوفان الأقصى، و”أطلقت قذائف باتجاه منزل باسي كوهين، حيث كان عناصر حماس يتحصنون بالرهائن”.
وأضافت الصحيفة أن ياسمين بورات، التي هربت من “حفلة الطبيعة” في مستوطنة رعيم (جنوب)، واختبأت في أحد منازل المستوطنة، “توجهت إلى أحد الجنود وسألت عما إذا كانت القذائف ستؤذي الرهائن، فأجابها الجندي “نحن نفعل ذلك فقط على جوانب المنازل لهدم الجدران”.