دانت الأمم المتحدة الخسائر التي تسببت بها الحرب الروسية على أوكرانيا في صفوف المدنيين بذكرى مرور 500 يوم على اندلاعها، واصفة إياها بأنها “خسائر مروعة”.
يتزامن ذلك مع تواصل حرب المسيّرات بين الطرفين، حيث أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن دفاعاتها أسقطت 5 مسيرات الليلة الماضية.
وقد نُفذ هجوم بمسيّرة، وأُسقطت مسيرتان أوكرانيتان في كل من منطقتي بيلغورود وفورونيج الروسيتين.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا -في بيان لها أمس الجمعة- إن أكثر من 9 آلاف مدني بينهم 500 طفل قتلوا منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط 2022، مع أن مسؤولين أممين صرّحوا في السابق أن العدد قد يكون فعليا أكبر بكثير.
وقال نويل كالهون نائب رئيس البعثة “نشهد اليوم مرحلة فظيعة أخرى من الحرب التي تواصل إلحاق خسائر مروعة بالمدنيين الأوكرانيين”.
وأشار مراقبون إلى أن متوسط عدد القتلى هذا العام أقل مما كان عليه في 2022، لكنه بدأ بالارتفاع مجددا في مايو/أيار ويونيو/حزيران.
وتحولت كلٌّ من مدينتي بوتشا القريبة من كييف وماريوبول جنوب شرقي البلاد العام الماضي إلى رمز لفظائع الصراع الذي اتُهمت فيه روسيا بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية.
حزمة مساعدات
ويأتي بيان الأمم المتحدة بشأن الخسائر المدنية بعد أن كشفت واشنطن رسميا أمس الجمعة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تتضمن لأول مرة قذائف عنقودية، وهو ما اعتبرته موسكو “بادرة يأس، تقرب البشرية من حرب عالمية جديدة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن كييف تعهدت بتقديم ضمانات بعدم إلحاق الضرر بالمدنيين بعد تزويدها بالذخائر العنقودية، مؤكدا أن روسيا استخدمت هذه الذخائر بشكل عشوائي منذ بدء الحرب.
كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن -في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”- إنه اتبع توصية البنتاغون بشأن تزويد كييف بالذخائر العنقودية، وإن القرار كان صعبا للغاية، لكنه جاء بعد نقاش مع حلفاء واشنطن ومع الكونغرس.
عضوية الناتو
وبشأن عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قال بايدن إنه لا يعتقد أن هناك إجماعا في الحلف بخصوص منح أوكرانيا العضوية في الوقت الراهن.
في المقابل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن كييف تستحق بلا شك عضوية الحلف.
وشدد أردوغان -في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإسطنبول الجمعة عقب لقاء ثنائي بينهما- على أن بلاده تعد أكثر دولة تبذل جهودا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر المفاوضات، وفقا لأسس القانون الدولي.
وأضاف “لا خاسر في السلام العادل. رغم الخلافات في التفاهم بين الأطراف، فإن رغبتنا الصادقة هي العودة إلى البحث عن السلام في أسرع وقت ممكن”.
اتفاق الحبوب
وبخصوص اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، قال أردوغان إنه حث روسيا على تمديده ثلاثة أشهر على الأقل، معلنا عن زيارة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا في أغسطس/آب المقبل، رغم أن الكرملين قال إنه “لا مواعيد محددة” للقاء بوتين وأردوغان.
وكان الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة العام الماضي قد سمح بالنقل الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود، على الرغم من استمرار الحرب.
وقال أردوغان إن العمل جار الآن على تمديد الاتفاق بعد انقضاء مدته في 17 يوليو/تموز ومده فترات أطول، مشيرا إلى أنه سيكون من أهم القضايا على جدول أعمال مناقشاته مع بوتين في تركيا الشهر المقبل.
وأضاف “نأمل أن يتم تمديده مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر، وليس كل شهرين. سنبذل جهدا في هذا الصدد ونحاول زيادة مدته إلى عامين”.
شويغو وزيلينسكي
ميدانيا، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ساحات التدريب التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الروسي.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لشويغو وهو يتابع تدريبات الجنود المتعاقدين في صفوف قوات المنطقة الجنوبية، على دبابات “تي-90”.
كما استمع شويغو لتقارير من قادة المنطقة الجنوبية فيما يخص جهوزية التشكيلات والوحدات العسكرية المشكلة حديثا، التابعة لقوات المدفعية وسلاح الدبابات.
في المقابل، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جزيرة الأفعى الصغيرة في البحر الأسود التي تحدى المدافعون عنها سفينة حربية روسية في بداية الحرب الروسية على بلاده، مع دخول الصراع يومه الـ500.
وقال زيلينسكي -في مقطع فيديو غير مؤرخ نشر على مواقع التواصل- “اليوم، نحن في جزيرة الأفعى التي لن يغزوها المحتلون أبدا، مثل كل أوكرانيا، لأننا بلد الشجعان”.
إسقاط مسيّرات
وفي باقي التطورات الميدانية، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادوف إن مسيّرة أوكرانية أطلقت قذيفة باتجاه منطقة السوق المركزي من منطقة شيبيكينو، مما أدى إلى اشتعال النيران في المكان.
وأضاف المسؤول أن النيران أحدثت أضرارا مادية في السوق وفي إحدى السيارات المركونة.
كما أفاد حاكم مقاطعة فورونيج الروسية ألكسندر جوسيف بأن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مسيرتين في المقاطعة الواقعة جنوب غربي البلاد.
وأشار جوسيف إلى أن إسقاط المسيّرتين لم يؤد إلى أي أضرار أو إصابات. من جانبها، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية تحاول اختراق الدفاعات الأوكرانية من جميع الاتجاهات بمناطق أفدييفكا ومارينكا وكوبيانسك وليمان في دونيتسك وسفاتوف في لوغانسك.
وأكدت أن القوات الأوكرانية تقدمت في الجانب الجنوبي باتجاه باخموت أكثر من كيلومتر واحد، وأن القوات الروسية باتت أشبه بالمحاصرة في باخموت.
وأضافت أن المعارك مستمرة في الجنوب باتجاه منطقتي ميليتوبول وبيرديانسك، وأن القوات الأوكرانية تواصل قصف المواقع ومستودعات الأسلحة الروسية.