حذر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر الدكتور أحمد جميل عزم من انفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وقال “نحن أمام فوضى وجنون مقبل”، وذلك في ظل المشروع الاستيطاني الإسرائيلي وما يقابله من فراغ دبلوماسي دولي، مؤكدا أن هذا الانفجار قادم وحينها سيتدخل العالم لوضع شروط جديدة قد تحمل الاحتلال على التراجع عن مخططاته.
وسلطت حلقة (2023/6/22) من برنامج “سيناريوهات” الضوء على قرار الحكومة الإسرائيلية القاضي بتفويض المستوطن المتطرف بتسلئيل سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية والوزير في وزارة الدفاع الإسرائيلية صلاحيات تخوله تسهيل إجراءات عمليات الاستيطان وتسريعها، وهو القرار الذي وصفه الجانب الفلسطيني بالتصعيد الخطير، لأنه سيقود إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل، خاصة وقد تلاه الإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.
ووفق الدكتور جميل عزم، فإن القرار الإسرائيلي يعكس طبيعة المشروع الذي تتبناه الصهيونية الدينية ويتم الاستثمار فيه للمستقبل، مؤكدا أن سموتريتش الذي يمثل هذا التيار الخطير جدا يؤمن بالعنف المطلق ضد الفلسطينيين، وهناك صهيونية دولية تدعمه من أجل أن يكون لاعبا أساسيا في المشهد الإسرائيلي.
وقال إن التيار الذي يمثله سموتريتش يذهب بعيدا في محاولة لتغيير الأوضاع على الأرض من خلال العقاب الجماعي الذي يفرضه على الفلسطينيين مثل إزالة قرى بأكملها، لكن في المقابل هناك مقاومة فلسطينية تتصاعد وتتخذ أشكالا مختلفة.
من جهته، أشار النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي الدكتور أحمد الطيبي إلى أن سموتريتش هو الأكثر تطرفا وخطورة من اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي وزعيم حزب القوة اليهودية، حيث إن لديه خطة عمل تقوم على 3 خيارات، إما إخضاع الفلسطينيين وجعلهم رعايا للسلطة اليهودية، أو طردهم من فلسطين، أو إبادتهم.
وفي موضوع الاستيطان، أوضح الطيبي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخاضع لابتزازات الصهيونية الدينية هو من يملك المسؤولية لوقف أو تعزيز الاستيطان، لكنه في الوقت الحالي يقوم بدعم البناء الاستيطاني وتعزيزه.
يذكر أن تقارير إسرائيلية جديدة أظهرت أن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة تضاعف وسجل أرقاما قياسية جديدة منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية قبل 6 أشهر.
صمت المجتمع الدولي
من جهة أخرى، وجه الطيبي انتقادا شديدا إلى تعامل المجتمع الدولي مع الفلسطينيين، ومتهما إياه بالسماح للإسرائيليين بارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وقال إن واشنطن كانت تعتبر المستوطنات غير شرعية لكنها أزالت هذا التعبير وباتت تكتفي بالقول إن المستوطنات تقف عقبة أمام السلام، متسائلا عن سبب عدم قيام المجتمع الدولي بتسليح الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم في القرى التي تتعرض للحرق من طرف المستوطنين.
وشاطر الدكتور صبري صيدم نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني (فتح) مخاوف الضيفين السابقين بشأن مخططات حكومة نتنياهو ووصف المرحلة الحالية بالخطيرة، قائلا إن سموتريتش يستحق وبامتياز لقب وزير إبادة، فلديه مشروع يقضي بالعمل على ترحيل الفلسطينيين وإبادتهم من أجل توسيع إسرائيل، ويرى أيضا أن السلطة الفلسطينية لا تستحق الحياة.
وانتقد صيدم الصمت الدولي والتطبيع العربي مع الاحتلال، معتبرا أن هذا التطبيع هو خنجر في صدور الفلسطينيين، لكنه توقع رغم كل ما يحدث من خذلان دولي أن السيناريو الوحيد سيكون إقامة الدولة الفلسطينية.
أما النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي فرأى أن حل الدولتين بات بعيدا جدا بسبب قرارات الحكومة الإسرائيلية.