اتهم رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي صربيا بتدبير الاشتباكات بين الصرب وقوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، وقال إن صربيا حشدت جماعات إجرامية لإثارة الاشتباكات.
وأسفرت اشتباكات وقعت الاثنين الماضي في شمال كوسوفو عن إصابة أكثر من 80 شخصا، بينهم 30 من قوة حفظ السلام، بعدما ألقى محتجون صرب الحجارة والزجاجات الحارقة.
وقال رئيس الوزراء ألبين كورتي أمام أعضاء البرلمان أمس الجمعة إن “تصعيد الوضع يوم 29 مايو/أيار الماضي كان مخططا له ومنظما بشكل جيد”، مؤكدا أنه “صنيعة بلغراد الرسمية”.
واتهم كورتي صربيا “بحشد جماعات إجرامية” لإثارة هذه الاشتباكات، وأكد أن العديد من الصرب في كوسوفو “أجبروا (من قبل بلغراد) على أن يكونوا دروعا بشرية لمثل هذه الهجمات الإجرامية”.
إعادة الانتخابات
في الأثناء، انتقد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي للحوار بين بلغراد وبريشتينا الانتخابات البلدية في شمال كوسوفو، وقال في تصريح للجزيرة إنه يجب إعادة تنظيمها لحل الوضع المتأزم بين السلطات والصرب.
وأوضح المسؤول الأوروبي أنه لا يمكن أن يكون هناك تطبيع للعلاقات في الظروف الحالية، مضيفا أن الصرب في كوسوفو قاطعوا الانتخابات الماضية، وهم يمثلون أكثر من 90% في تلك المناطق. ولذلك فالانتخابات من الناحية القانونية سليمة، لكنها من الناحية السياسية تفتقر إلى الشرعية.
وأضاف أنه من المهم إجراء انتخابات جديدة بمشاركة صرب كوسوفو، معتبرا أن ذلك سيسهم في حل الوضع وخفض التوتر الحاصل الآن.
بداية الأزمة
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد قاطع الصرب الانتخابات البلدية التي جرت في أبريل/نيسان الماضي بهذه المناطق تحديا لبريشتينا، مما أفرز انتخاب رؤساء بلديات ألبان بنسبة إقبال تقل عن 3.5%. وأشعل تنصيبهم الأسبوع الماضي من قبل حكومة كوسوفو أزمةً جديدة.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز بعد اجتماع مع قادة بلغراد وبريشتينا، على هامش قمة عقدت أول أمس الخميس، أنهما حثا كوسوفو على تنظيم انتخابات جديدة في البلديات الأربع.
ولا يعترف العديد من الصرب الذين يشكلون الأغلبية في 4 مدن في شمالي البلاد، بسلطة بريشتينا وهم موالون لبلغراد.
ويبلغ عدد أفراد الأقلية الصربية 120 ألف نسمة، ثلثهم في شمال كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.8 مليون نسمة، وقد أعلنت استقلالها عام 2008، وتعترف بها 100 دولة، في حين لا تزال صربيا ترفض الاعتراف بها.
وتطالب بلغراد بتطبيق اتفاق 2013 الذي ينص على إنشاء اتحاد من 10 بلديات بأغلبية صربية. لكن العديد من ألبان كوسوفو يخشون تشكيل حكومة موازية تسيطر عليها صربيا.