نشرت صفحة القوات المسلحة السودانية على فيسبوك لقطات مصورة لرئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وهو يتفقد المواقع الأمامية للقوات المسلحة بمنطقة أم درمان مساء أمس الأربعاء. وكان في استقباله الفريق أول ركن ياسر العطا عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام.
وقالت الصفحة إن “البرهان تلقى تنويرا عن سير العمليات من قيادة المتحركات كما تفقد بعض المواقع العسكرية والمدنية التي شهدت تدافعا عفويا من المواطنين”.
وشدد البرهان -من خلال حديثه- على التزام القوات المسلحة برعاية أسر الشهداء والمفقودين وعلاج الجرحى والمصابين من القوات النظامية والمستنفرين، وأكد أن “القوات المسلحة والشعب في خندق واحد لاستئصال سرطان المليشيا المتمردة ومرتزقتها”.
وأشارت الصفحة إلى أن هذه الزيارة تأتي ضمن جولات قائد الجيش التفقدية للقوات المسلحة التي “تخوض حرب الكرامة في جبهات عدة”.
دعوة للتبرع
على صعيد آخر أطلقت الأمم المتحدة الأربعاء نداء للدول المانحة للتبرع لإغاثة المدنيين السودانيين الذين يئنون تحت وطأة الحرب، ودعت المجتمع الدولي إلى عدم نسيان السودان.
وقالت المنظمة إن هناك حاجة ماسة لجمع 4.1 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من الحرب، ومنهم النازحون الذين فروا إلى دول الجوار.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان السودان -أي نحو 25 مليون شخص- يحتاجون للمساعدات الإنسانية والحماية، كما تشير تقديراتها إلى أن أكثر من 1.5 مليون فروا من البلاد جراء الحرب إلى أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
وطالب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نداء مشترك مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الأربعاء بتمويل بقيمة 2.7 مليار دولار لتقديم مساعدات إنسانية إلى 14.7 مليون شخص داخل السودان.
كما دعا إلى تقديم 1.4 مليار دولار لدعم نحو 2.7 مليون نازح فروا إلى دول مجاورة للسودان في إطار هذا النداء.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث لدبلوماسيين في مقر المنظمة الدولية بجنيف إن المجتمع الدولي لا يزال ينسى السودان.
لقاء في سويسرا
وفي السياق ذاته، أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن طرفي النزاع في السودان اتفقا على عقد اجتماع يرجح أن يكون في سويسرا، لبحث مسألة إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال غريفيث -في تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحفي- إنه أجرى اتصالات مع عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة وخصمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بشأن عقد اجتماع بين ممثلين عن الطرفين المتحاربين في السودان لبحث إيصال المساعدات.
وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الطرفين وافقا على الأمر، وأعربا عن سعادتهما بالخطوة.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي يدور قتال في السودان بين قوات الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي أسفر حتى الآن عن مقتل الآلاف، نحو 10 آلاف منهم سقطوا في دارفور، بحسب تقرير لخبراء تابعين للأمم المتحدة.
وتتهم تقارير دولية قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي بارتكاب انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية قد ترقى لجرائم حرب، حيث استهدفت عدة قبائل خاصة قبيلة المساليت في الجنينة عاصمة غرب دارفور التي قتل واليها، وتم التمثيل بجثته.