التقى قائد الانقلاب في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني وفدا من علماء نيجيريا، وفي حين تتزايد الضغوط الإقليمية والدولية لإعادة النظام الدستوري أكد تياني أنه لا يمانع من إطلاق سراح الرئيس المحتجز محمد بازوم لكنه يرفض عودته للسلطة.
وكان الوفد الذي يرأسه الشيخ عبد الله بالا لو، قد وصل الأربعاء إلى نيامي، واجتمع مع تياني في ثاني زيارة له منذ الانقلاب.
ورحب المجلس في وقت سابق بوساطة وفد علماء نيجيريا لإنهاء الأزمة السياسية في النيجر.
وخلال الفترة الماضية استقبلت نيامي في الأيام الأخيرة عددا من القيادات والرموز الإسلامية التي سعت للدفع باتجاه الحل السلمي للأزمة.
وبالإضافة إلى زيارة سلطان إمارة سوكوتو النيجيرية ورموز إسلامية أخرى من شمالي نيجيريا وخاصة من قومية الهوسا، التي تعيش في المنطقة الممتدة بين شمال نيجيريا وجنوب النيجر، كانت هناك زيارة مهمة لشيخ الطريقة (الصوفية) التيجانية في نيجيريا الشيخ محمد السنوسي إلى نيامي.
مساع دبلوماسية
وفي سياق المساعي المتصلة بحل الأزمة الحالية، قال عبد السلام أبو بكر رئيس نيجيريا السابق ورئيس وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) للتفاوض مع المجلس العسكري في النيجر، إن رئيس المجلس العسكري عبد الرحمن تياني رفض طلب الوفد إعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه.
وأضاف رئيس وفد إيكواس في تصريحات أن تياني قال إن إطلاق سراح بازوم ممكن إذا تم التفاهم على ذلك لكنه لن يعود للسلطة.
كما أكد تياني أن مدة الفترة الانتقالية هي 3 سنوات، وطالب بفتح الحدود المغلقة وإعادة الكهرباء إلى النيجر.
وبشأن اجتماع وفد إيكواس بالرئيس المحتجز، قال رئيس الوفد إن بازوم طلب مخاطبة تياني لإطلاق سراح ابنه ليتمكن من العودة إلى دراسته خارج النيجر، وقد نقل الوفد ذلك الطلب إلى رئيس المجلس العسكري.
تحركات وضغوط
ومع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية لإعادة النظام الدستوري هناك، التقى وزير القوات المسلحة البريطانية رئيسَ مفوضية إيكواس في أبوجا، في حين أجرت وزيرة الخارجية الفرنسية اتصالا هاتفيا مع نظيرها في نيجيريا أكدت خلاله دعم باريس جهود المجموعة لوضع حد للانقلاب في النيجر.
أما وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف فبدأ جولة إقليمية لبحث مخرج للأزمة مع نظرائه في كل من نيجيريا وبنين وغانا.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، إن عطاف زار العاصمة النيجيرية أبوجا، في مستهل جولة إلى بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بتكليف من الرئيس عبد المجيد تبون.
وأضاف البيان أن الوزير عطاف أجرى فور وصوله مشاورات مطولة مع نظيره النيجيري يوسف مايتما توجار.
وأوضح أن المحادثات تمحورت حول “الأزمة في النيجر وتطوراتها وآفاق تعزيز الجهود الرامية لبلورة حل سلمي لها، بالشكل الذي يضمن العودة إلى النظام الدستوري في البلاد ويجنبها مخاطر التدخل العسكري التي لا يمكن التنبؤ بها”.
وتطالب دول إيكواس وفرنسا قادة انقلاب النيجر بإطلاق سراح الرئيس المعزول بازوم وإعادته إلى منصبه رئيسا شرعيا للبلاد، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض حتى اليوم.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر يربطها مع النيجر حدود مشتركة تفوق 950 كيلومترا.