طفت على السطح مجددا أزمة مشاركة اليهود المتدينين (الحريديم) في جيش الاحتلال في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث جدد قادة من المتدينين اليهود معارضتهم التجنيد في جيش الاحتلال والتأكيد على أن دورهم يتمثل في دراسة التوراة.
وتعد مشاركة الحريديم في الجيش من أكثر المواضيع حساسية وتوترا في المجتمع الإسرائيلي حيث يعارض العلمانيون عدم تجنيد اليهود المتدينين واكتسابهم ميزات تفوق ما يقدمون لإسرائيل.
فبعد تداول تقارير إخبارية عن رغبة 3 آلاف من اليهود المتدينين المتشددين في الانضمام للجيش للمشاركة في الحرب على غزة، وقع دوف لانداو كبير حاخامات مدينة بني براك ما قال إنه “النداء الأول منذ بداية الحرب من القيادة الأرثوذكسية المتطرفة، التي تعارض مبادرات مساعدة الجنود والتجنيد في الجيش الإسرائيلي”، وفقا لإذاعة جيش الاحتلال.
ويعارض قادة المتدينين اليهود التجنيد بالجيش ويعتبرون أن مهمتهم مقتصرة على “دراسة التوراة”، وهو من الأمور التي كانت تسبب توترا وجدلا داخل المجتمع الإسرائيلي.
وقد أعفي اليهود المتدينون المتشددون من الخدمة العسكرية تحت ضغط ممثليهم السياسيين في الكنيست وفي الحكومة، الذين يقولون إن دور الرجل المتدين هو “دراسة التوراة وليس التجنيد”.
وجاء في النداء الذي وقعه لانداو “أولئك المنشغلون بأعمال أخرى يجذبون القلوب الضعيفة التي تتخيل أننا بها ننجو من كل المشاكل والمخاطر التي تحيط بنا. لدينا بركات العلي”.
وأضاف “اتركوا أوهامكم وأفكاركم وخيالاتكم إلى بيوتكم، وارجعوا إلى الله في التوراة للتعلم والوجود والتوبة والصلاة”.
وذكر البيان أنهم “يتضرعون إلى خالق العالم أن ينقذنا من كل الأذى والعار الذي يصيبنا”، مؤكدا “ليس لنا سوى دراسة التوراة”.
ومنذ بدء معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى رغبة متدينين يهود في التجنيد بالجيش للمشاركة في الحرب، رغم إعفائهم رسميا من هذه المهمة.
ضد رغبة الحاخامات
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد ذكرت الأسبوع الماضي أنه “من المقرر أن ينضم حوالي 120 رجلا من اليهود المتشددين (المتدينين) إلى الجيش الإسرائيلي الأسبوع المقبل، وقد طلب آلاف آخرون أن يفعلوا الشيء نفسه، بينما تخوض إسرائيل حربا في غزة، وقد تضطر إلى قتال حزب الله في الشمال أيضا”.
وأضافت الصحيفة “تعكس الخطوة غير المسبوقة التي قام بها 3 آلاف من القطاع الحريدي (اليهود المتدينين المتشددين)، تغييرا لم نشهده من قبل”.
وأردفت “تظهر البيانات الصادرة عن إدارة شؤون الموظفين في الجيش الإسرائيلي أنه منذ بداية الحرب، طلب حوالي 3 آلاف رجل من اليهود الأرثوذكس المتشددين، التطوع للخدمة العسكرية، منهم 2100 قاموا بملء النماذج بالفعل”.
واعتبرت أن تجنيد المتدينين اليهود “كانت نقطة خلاف في المجتمع الإسرائيلي، حيث إن الخدمة العسكرية أو الخدمة الوطنية في المجتمع إلزامية، ويلتحق معظم الإسرائيليين بالجيش في سن 18 عاما للخدمة مدة 3 سنوات للرجال وعامين للنساء”.
وأضافت أن الطلبات الهائلة من المتدينين اليهود للانضمام إلى الجيش بمثابة “فرصة تاريخية لدمجهم في أطر الجيش أو الأجهزة الأمنية”، مشيرة إلى أن هؤلاء المتدينين “سيتم تجنيدهم لشغل مناصب إدارية، والمساعدة في تسهيل تشييع القتلى والجرحى، ومرافقة عائلات الضحايا وملء الأدوار في قسم الخدمات اللوجيستية”.
ولم يتضح إلى أي مدى سيؤثر قرار رجال الدين في توجهات المتدينين.
وخلال العام الماضي، تم تجنيد ما مجموعه 1200 من اليهود المتشددين في الجيش، وفق الصحيفة العبرية.
ويشكل اليهود المتدينون “الحريديم” نحو 13.3% من عدد السكان في إسرائيل، ومع ذلك فإن نفوذهم بالدولة كبير، وفقا لتقرير وكالة الأناضول.