تواصل الأحزاب والتحالفات التركية استعداداتها لجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، المقررة الأحد المقبل، لاختيار رئيس للبلاد، بعد تعذر حصول أي من المرشحين على أغلبية “النصف زائد واحد” في الجولة الأولى.
ودعا المعسكران المتنافسان الناخبين الأتراك إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت بكثافة في هذه الجولة الحاسمة.
وفي الوقت الذي يبدو فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتاحا لفارق النقاط الذي حققه في الجولة الأولى، يزيد منافسه كمال كليجدار أوغلو من حدة خطابه المتعلق بعدد من القضايا، أبرزها اللاجئون، لكسب مزيد من الأصوات.
أصوات الخارج
وفي سياق متصل، تسلّمت الهيئة العليا للانتخابات أصوات أتراك الخارج، والتي بلغت أكثر من مليون و800 ألف صوت.
وكان التصويت في الخارج قد انتهى في 24 مايو/أيار الجاري، على أن يستمر التصويت في المعابر الحدودية والمطارات حتى مساء الأحد المقبل.
وأكدت وسائل إعلام محلية رسمية، وصول مليون و783 ألفا 107 بطاقات انتخابية من خارج تركيا، إلى مطار العاصمة أنقرة صباح اليوم الجمعة، في نطاق الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وقالت وسائل الإعلام، إنه وبعد الانتهاء من إجراءات التصويت في الخارج، تم إحضار البطاقات الانتخابية إلى تركيا بواسطة 3 طائرات تم استئجارها لذلك الغرض.
وبدأت الطائرات في الوصول تباعا، ابتداء من مساء يوم أمس الخميس، وحتى فجر اليوم الجمعة.
ومن المقرر أن تخزن أصوات ناخبي الخارج، حتى الساعة الخامسة من مساء يوم 28 من مايو/أيار الجاري، ليتم احتسابها في وقت واحد مع بقية الأصوات الانتخابية، عند اكتمال عملية الاقتراع في جميع أنحاء البلاد.
تصريحات أردوغان
وقد دعا الرئيس التركي ومرشح “تحالف الجمهور” رجب طيب أردوغان، الشعب التركي للاحتشاد عند الصناديق، والتصويت له بكثافة.
وأضاف أردوغان أن انتخابه لجولة جديدة يضمن ما سماها “تركيا القوية والعظيمة”، مشددا على أهمية القرار الذي سيتخذه المواطنون الأحد في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية من أجل مستقبل بلدهم وأطفالهم.
وقال في خطاب ألقاه على هامش ملتقى نسوي أقامه حزب العدالة والتنمية الحاكم، اليوم الجمعة في مركز إسطنبول للمؤتمرات، “الأحد المقبل سنتوجه مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، وربما سنتخذ أحد أهم الخيارات في حياتنا، ليس فقط بشأن أنفسنا، بل أيضا بشأن مستقبل بلدنا وأطفالنا”.
من جانبه، نفى زعيم “حزب الشعب الجمهوري” مرشح “تحالف الشعب” كمال كليجدار أوغلو، ما سماها اتهامات الحزب الحاكم له بعلاقته بالمنظمات الإرهابية، في إشارة لحزب العمال الكردستاني.
وقال كليجدار أوغلو إن ما يصدر بهذا الصدد ما هو إلا محض افتراء، حسب وصفه.
تصريحات صلاح الدين دميرطاش
من جانبه، دعا القيادي الكردي الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش أنصاره إلى التصويت بكثافة لمرشح “تحالف الشعب” زعيم “حزب الشعب الجمهوري” كمال كليجدار أوغلو.
وفي تغريدة نشرها على صفحته الرسمية في تويتر، حذّر دميرطاش، من أنه إذا لم يتحقق التغيير عبر الصندوق في انتخابات جولة الإعادة، الأحد المقبل، فإن اقتصاد البلاد وديمقراطيتها سيكونان أمام كارثة حقيقية، حسب وصفه.
استقالات من حزب الظفر التركي
من جهة أخرى، أعلن رئيس حزب الظفر التركي في منطقة “ألا شهير” بولاية مانيسا غربي تركيا، عن استقالته رفقة 30 عضوا من الحزب، عقب إعلان رئيس الحزب أوميت أوزداغ، عن دعمه لمرشح تحالف المعارضة، كمال كليجدار أوغلو، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وقال رئيس حزب الظفر التركي في ألا شهير، سليمان شاه، في رسالة استقالته -مساء أمس الخميس- إنه قرر المضي على نفس طريق مرشحهم السابق سنان أوغان، ودعم الرئيس رجب طيب أردوغان، في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة المقبلة.
وأعلن سليمان شاه انضمامه إلى حزب الحركة القومية، الذي يتزعمه دولت بهتشلي حليف أردوغان، مشددا على أنه “شرف كبير بالنسبة له الاستمرار في دعم سنان أوغان عوض البقاء في تحالف تدعمه منظمات إرهابية”.
ورحب القيادي البارز في الحركة القومية، ورئيس بلدية ألا شهير السابق، علي أوتشاك، بالوافدين الجدد من حزب الظفر، خلال حفل رسمي، وقال في كلمته إن أولئك الذين يسيرون على الطريق الصحيح لا ينحرفون عن المسار، وإن من يهدف إلى المضي نحو الأمام لا ينظر إلى الوراء.
وفي 14 مايو/أيار الجاري شهدت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، تنافس في الرئاسية مرشح تحالف الجمهور الرئيس أردوغان، ومرشح تحالف الشعب زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، ومرشح تحالف أتا (الأجداد) سنان أوغان.
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا رسميا إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين أردوغان وكليجدار أوغلو في 28 مايو/أيار، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات.
وحصل أردوغان على 49.51%من أصوات الناخبين، فيما نال كليجدار أوغلو 44.88%، وسنان أوغان 5.17%، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات.