15/10/2024–|آخر تحديث: 15/10/202402:34 م (بتوقيت مكة المكرمة)
منذ 11 يوما، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين شمال قطاع غزة، ويكثف الغارات وإطلاق النار وتدمير وحرق المنازل، مع حصار مطبق يمنع خلاله دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء إلى المنطقة.
وأفادت مصادر طبية بأن 11 فلسطينيا، بينهم أطفال، قتلوا جراء قصف طائرة إسرائيلية منزلا لعائلة السيد في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن بعض الجثامين وصلت إلى مستشفى كمال عدوان عبارة عن أشلاء.
وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية منعت الطواقم الطبية والدفاع المدني لعدة ساعات من الوصول إلى المنزل المستهدف، وأن أغلب الجثامين نقلها مدنيون.
ومنذ الليلة الماضية وحتى صباح الثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا عنيفا على محيط مفترق الاتصالات ومربع أبو شريعة ومنطقة الشهداء الستة بمخيم جباليا.
وأضاف الشهود أن النيران اندلعت بعد قصف المقاتلات الإسرائيلية منزلا لعائلة الشريف في منطقة الفالوجا غرب جباليا.
وأشاروا إلى أن الجيش حاصر عدة عائلات في المكان، ومنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول لإنقاذ المواطنين وإجلاء الضحايا.
نداءات استغاثة
وأطلق عدد من الجرحى وعائلات محاصرة تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم في منطقة الفالوجا، نداءات استغاثة، لكن الآليات الإسرائيلية تمنع فرق الإنقاذ من الاقتراب وتطلق النار باتجاه كل ما يتحرك في المكان.
ولم يكتفِ جيش الاحتلال بذلك بل واصل عمليات نسف المباني السكنية والمنازل في المناطق الشرقية لبلدة جباليا، إضافة إلى إحراق عدة منازل سكنية مع ساكنيها داخلها.
وبحسب تصريحات مصدر أمني لوكالة الأناضول، فإن الجيش الإسرائيلي فجّر روبوتات تحمل براميل متفجرة بعدة مناطق سكنية بمخيم جباليا ما أحدث دمارًا واسعًا وخسائر بشرية.
وأضاف المصدر أن جيش الاحتلال يحاول إبادة وإحراق وتدمير مخيم جباليا بشكل غير مسبوق من خلال وضع براميل متفجرة في مناطق مأهولة خلال ساعات الليل سواء عبر إلقائها من الطائرات أو عبر آليات مسيّرة وتفجيرها عن بُعد في الصباح.
وقد جرى استخدام هذا السلاح لأول مرة خلال اجتياح مخيم جباليا السابق في مايو/أيار الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيون دخول ناقلة جند بين المنازل السكنية، واعتقد مقاتلون أنها مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنها روبوت يحمل براميل نارية متفجرة.
تطهير عرقي
من جهته، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي شمال قطاع غزة.
ومع تجدد المجاعة شمال غزة، كثفت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية إطلاق النار تجاه المواطنين أثناء محاولتهم التحرك بحثًا عن طعام وشراب تحت الحصار المشدد على المخيم.
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 11 يوما منع إدخال الطعام والشراب والوقود إلى المنطقة المحاصرة.
وذكر الشهود أن المياه نفدت بشكل كامل لدى المواطنين شمال القطاع، وأنهم يستخدمون منذ أيام مياها ملوثة غير صالحة للشرب.
وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع؛ بذريعة منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وخلّفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أميركي كبير، أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.