أفادت مصادر للجزيرة بأن اشتباكات تجددت بين مقاتلين من عشائر عربية من جهة وبين ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى، وذلك في محيط بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي (شرقي سوريا)، في حين تتابع أنقرة الأوضاع عن كثب.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من مطالبة قبيلة العكيدات إحدى أكبر العشائر العربية في سوريا، بضمانات أميركية للتهدئة.
وأضافت مصادر الجزيرة أن ما يُعرف بقوات سوريا الديمقراطية (التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري)، شنّت حملة دهم وتفتيش طالت عدة قرى وبلدات، تزامن ذلك مع إطلاقها لقنابل ضوئية أنارت سماء المنطقة.
وقال قائد لواء الشمال التابع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” إن ما وصفها بـ”عملية تعزيز الأمن” مستمرة باتجاه بقية مناطق ريف دير الزور الشرقي وصولا إلى الباغوز على حدود العراق.
واندلعت الأسبوع الماضي اشتباكات بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور بعد اعتقال قسد، المدعومة أميركيا، قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل، مما دفع مقاتلين محليين موالين له إلى شن هجمات عليها سرعان ما تطورت إلى اشتباكات انضمت إليها العشائر العربية التي ينتمي إليها سكان المنطقة الممتدة حتى الحدود مع العراق شرقا، وأسفرت عن سيطرة العشائر على معاقل كبيرة لقسد.
وامتد القتال لاحقا إلى ريفي محافظتي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) المجاورتين لمحافظة دير الزور، وسيطرت العشائر على عدد من المواقع التابعة لقسد فيهما.
وذكرت مصادر في وزارة الدفاع التركية أن أنقرة تتابع التطورات الجارية في مدينة دير الزور عن كثب، واصفة ما يحصل من اشتباكات بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية منذ أيام بأنه مؤشر على صحة مسار تركيا تجاه حزب العمال الكردستاني والمنظمات التابعة له.
وكانت وزارة الدفاع التركية قالت إن حزب العمال الكردستاني وامتداداته لا يشكل خطرا على تركيا وحدها، بل على شعوب المنطقة كلها.
وأضاف بيان الوزارة أن الأحداث التي جرت في دير الزور هي عبارة عن ردة فعل أهالي المنطقة الذين اجتمعوا لحماية حقوقهم وأراضيهم في مواجهة نظام جديد يحاول حزب العمل الكردستاني وامتداداته إرساءه هناك.
كما أعرب البيان عن أمل تركيا من حلفائها وأصدقائها وقف دعمهم لحزب العمال الكردستاني والمنظمات التابعة له.
ضمانات وتهدئة
وأمس الأربعاء، نقلت وكالة الأناضول عن شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، أن العشائر تطالب بضمانات أميركية للتهدئة مع قسد، وكذلك إعادة هيكلة مجلسها العسكري بحيث يقوده ضباط من أبناء المنطقة التي يقطنها العرب.
وفوّض الهفل -وفقا للبيان- منظمة “مواطنون من أجل أميركا آمنة” لنقل مطالب عشائر دير الزور (شرق سوريا) للإدارة الأميركية والكونغرس.
وتضمنت المطالب، وفق المصدر ذاته، وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإجلاء جثث قتلى الاشتباكات الأخيرة وإدخال المساعدات، وفرض وجود الضامن الأميركي على الأرض لمنع عمليات خرق الهدنة المفترضة. كما تضمنت التفاوض مع الجانب الأميركي بشكل مباشر، وضمان الولايات المتحدة حماية الهفل ومن معه من القادة.
وكانت قسد أعلنت إبراهيم الهفل مطلوبا لها بعد توسع الاشتباكات مع العشائر واعتبرته سببا “للفتنة” في المنطقة.
وأوفدت واشنطن مسؤولَين رفيعين اجتمعا الأحد الماضي مع قيادات من الطرفين المتحاربين، واتفقوا على “نظر المظالم المحلية” و”وقف تصعيد العنف بأسرع ما يمكن”، غير أنه لم يُعلن وقتها عن أي اتفاق.
وتتقاسم السيطرة على محافظة دير الزور الغنية بالنفط والغاز ويقسمها نهر الفرات، قوات تابعة للنظام السوري مدعومة من روسيا ومليشيات إيرانية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى.