سلط برنامج “تأملات” الضوء على قصتين طريفتين: الأولى تتعلق بمثل عربي ارتبط برجل وصف بأنه فصيح العرب وخطيبها، والثانية برجل خرج إلى السوق يشتري حمارا، ورفض نصيحة صديق له، فكانت نهايته عكس ما رغب.
تقول العرب في أمثالها: “أبلغ من سحبان وائل”، أو أخطب من “سحبان وائل”، وهو سحبان بن زفر الوائلي الذي كان من خطباء وشعراء باهلة، إحدى قبائل شبه الجزيرة العربية.
وقد دخل سحبان مرة على معاوية بن أبي سفيان وعنده خطباء القبائل، فلمَّا رأوه خرجوا لعلمهم بقصورهم عنه، فقال:
لقد علم الحيُّ اليمانون أنّني .. إِذا قلتُ أمّا بعدُ أنِّي خطيبُها
فقال له معاوية: اخطب، فقال: آتوني عصا، فقالوا: وما تصنع بها وأَنت بحضرة أمير المؤمنين؟
فقال: وما كان يصنع بها مُوسى عليه السلام وهو يُخاطب ربّه؟ فأخذها، فتكلم من الظّهر إِلى أَن قامت صلاة العصر، ما تنحنح ولا سعل ولا توقف ولا ابتدأ في معنى فخرج عنه، ولا مال عن موضوعه الذي يخطب فيه.
فما زالت تلك حاله حتى أشار معاوية بيده، فأشار إليه سحبان أن لا تقطع كلامي، فقال معاوية: الصلاة، فقال: الصلاة أمامك! أَلسنا في تحميد وتمجيد، وعظة وتنبيه، ووعد ووعيد؟ فقال معاوية: إنّك لأخطب العرب! قال: العرب وحدها؟ بل أخطب العرب والعجم والجنّ والإِنس! قال: أنت كذلك.
وزعموا أنّه أول من قال “أمَّا بعد” التي تقال للفصل بين مقدمة الكلام وموضوعه، وقد اختلفوا فيها.
سرقت دراهمه ولم يشتر الحمار
وتناولت حلقة (2023/5/23) من برنامج “تأملات” قصة طريفة لرجل خرج إلى السوق، فلقيه صديقه فسأله عن وجهته، فقال: إلى السوق لأشتري حمارًا، فقال: قل إن شاء الله، فقال: ليس ها هنا موضع إن شاء الله، الدراهم في كمي، والحمار في السوق.
فبينما هو يطلب الحمار سرقت منه الدراهم، فرجع خائبًا، فلقيه صديقه، فقال له: ما صنعت؟ فقال: سرقت الدراهم إن شاء الله، فقال له صديقه: ليس ها هنا موضع إن شاء الله!