تصاعدت أعمدة دخان وألسنة لهب كثيفة في سماء منطقة مقرن النيلين بمدينة الخرطوم، ورجحت مصادر للجزيرة أن يكون الحريق قد اندلع في برج شركة النيل الكبرى للبترول جراء القصف العنيف المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويأتي هذا القصف امتدادا لمعارك وصفت بالأعنف اندلعت بينهما أمس السبت حول القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم والمنطقة المعروفة بمركز الخرطوم.
وذكر مراسل الجزيرة أن قوات الدعم السريع قصفت أهدافا عديدة في منطقة “سلاح المهندسين” وسط أم درمان. وأضاف أن المدفعية الثقيلة للجيش قصفت العديد من مواقع الدعم السريع في جنوب الخرطوم التي تعرف بمنطقة الحزام.
كما قصف الجيش منطقة أبو آدم جنوبي الخرطوم التي يعتقد أنها موقع تجمع لقوات الدعم السريع.
وأشار المراسل إلى أن الجيش يستخدم في معاركه المدفعية الثقيلة والطيران الحربي والمسيرات، مضيفا أن مسيرات تابعة للجيش قصفت اليوم أهدافا عديدة في منطقة شرق النيل التي أصبحت مساحة واسعة للقتال بين الطرفين.
الجولة السادسة للبرهان
وتزامنت هذه المعارك المتبادلة مع عودة رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان أمس السبت إلى البلاد من زيارة رسمية لأوغندا استغرقت يوما واحدا.
وقال السفير علي الصادق وزير الخارجية المكلف في تصريح صحفي أمس السبت إن البرهان أطلع الرئيس الأوغندي “على الانتهاكات الجسيمة التي مارستها المليشيا المتمردة بحق الشعب السوداني والتخريب المتعمد للمرافق العامة بالدولة”، على حد تعبيره.
وزيارة البرهان إلى أوغندا هي الزيارة السادسة التي قام بها إلى خارج السودان منذ القتال الذي نشب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس من أبريل/نيسان الماضي، حيث بدأ جولاته بزيارة مصر أعقبتها زيارات إلى جنوب السودان وقطر وإريتريا وتركيا.
وكانت المعارك في السودان بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد استؤنفت أمس السبت في محيط القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم بعد توقف دام أسبوعين.
ومنذ اندلاع المعارك بين الجانبين في 15 نيسان/أبريل، قُتل نحو 7500 شخص، بينما اضطر نحو 5 ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار خصوصا مصر وتشاد.