15/8/2023–|آخر تحديث: 15/8/202312:42 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
أفاد مراسل الجزيرة أن طائرات الجيش السوداني قد قصفت مواقع لقوات الدعم السريع شرقي أم درمان، كما تحدث الدعم السريع عن إسقاط مقاتلة من طراز “سوخوي” في منطقة الخرطوم بحري بالعاصمة الخرطوم. في الأثناء، أصدرت وزارة التعليم العالي قرارا بإيقاف الدراسة بجميع مؤسساتها الحكومية والخاصة، إلى تاريخ غير معلن.
وتزامنا مع ذكرى مرور 4 أشهر على اندلاع المواجهات، استمرت المعارك بمناطق متفرقة في البلاد أبرزها العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان.
وقال مراسل الجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت، باستخدام الصواريخ انطلاقا من مواقعها بالخرطوم بحري، مواقع للجيش السوداني بمنطقة القماير شرقي أم درمان.
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة حربية من طراز “سوخوي” تابعة للجيش السوداني بمدينة الخرطوم بحري.
وأضافت في بيان أن مقاتلات الجيش قصفت أحياء سكنية بمدن العاصمة الثلاث، خصوصا أحياء بمنطقة شرق النيل وجنوبي الخرطوم، مما تسبب في مقتل وإصابة عشرات المدنيين، وفق البيان.
انضمام إلى “الدعم السريع”
وفي تطور لافت، قالت قوات الدعم السريع إن 65 من عناصر الجيش السوداني من بينهم 3 ضباط انضموا إلى قوات الدعم السريع بقطاع مدينة أم درمان أمس الاثنين.
وفي بيان لها، رحبت قوات الدعم السريع بهذه الخطوة، وذكرت أن “انضمام هذه المجموعة الكبيرة للدعم السريع، بالتزامن مع أعياد الجيش التي تصادف يوم أمس، يمثل درسا مهما لقادة الجيش الفاسدين، الذين رهنوا المؤسسة العسكرية لأجندات النظام البائد المستبد”.
وقالت إن الجيش السوداني “بسبب قيادته الحالية تحول إلى جناح عسكري يأتمر بأمر الفلول مما أفقدها مهنيتها وقوميتها”.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قال أمس -في كلمة له بمناسبة العيد الوطني 68 للجيش- إن الحرب فُرضت على الحكومة والجيش دفاعا عن أمن وكرامة الأمة السودانية، وفق تعبيره.
وأضاف البرهان أن القوات المسلحة ستظل قوات محترفة تقف مع خيارات الشعب السوداني وحقه المشروع في دولة القانون والديمقراطية والمؤسسات، مشيرا إلى أن “السودان يواجه أكبر مؤامرة في تاريخه عن طريق قوات الدعم السريع”.
سياسيا أيضا، قال عضو مجلس السيادة بالسودان ورئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس إن القوى المدنية قطعت خطوات مهمة لوقف الحرب، مشيرا إلى أن اجتماع القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري، الذي بدأ في أديس أبابا، من أولوياته بحث سبل وقف الحرب وتشكيل جبهة مدنية واسعة.
توقيف الدراسة
في شأن متصل، أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي المكلّف محمد حسن دهب قرارا بإيقاف الدراسة، وكل أنشطة التعليم العالي الأكاديمية بجميع مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، وعدم فتح الجامعات، إلى حين تاريخ سيحدد لاحقا.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في السودان أن وزارة التعليم العالي أصدرت قرارها بسبب ظروف الحرب التي أجبرت مجموعات كبيرة من الموظفين على النزوح عن العاصمة، كما قضت تلك الظروف باستخدام مقار صندوق دعم الطلاب مراكزَ إيواء، إضافة إلى لجوء السودانيين إلى خارج البلاد، وموسم الخريف الممطر وما نتج عنه من صعوبة في التنقل بين الولايات، إضافة إلى تعطل خدمتي الكهرباء والاتصالات.
وذكرت وزارة التعليم العالي السودانية أنها أرجأت فتح الجامعات إلى وقت لاحق سيحدد في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
20 ألف نازح
وعلى المستوى الإنساني، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن العنف أدى إلى نزوح نحو 20 ألف شخص من نيالا عاصمة جنوب دارفور في السودان.
وأضاف دوجاريك أن الاشتباكات المتواصلة تعيق أي نقل للمساعدات من شرق دارفور إلى نيالا.
من جهتها، قالت مديرة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان فيكتوريا سيز أوميناكا إن أكثر من ستة ملايين سوداني يعانون حاليا من الجوع.
وأضافت في مقابلة مع الجزيرة أن من يعيشون في السودان حاليا يعانون من ظروف بالغة الصعوبة وأنه من الخطر انتظار إعلان حالة المجاعة للتدخل الحقيقي، حسب تعبيرها.
من جهته قال مفوض شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة إن 6 ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وإن أكثر من 14 مليون طفل في بحاجة إلى مساعدات إنسانية. ودعا “لوقف فوري للأعمال العدائية ويجب على المجتمع الدولي إنهاء الحرب”.
في سياق متصل، قال شهود عيان لوكالة لأناضول اليوم الثلاثء إن عشرات الجثث تنتشر في شوارع الخرطوم وبحري (شمال) وأم درمان غربي العاصمة، وسط تحذيرات من كارثة صحية محتملة.
وأضاف الشهود، أن جثثا لمدنيين وعسكريين لم تدفن في الخرطوم لاستمرار الاشتباكات، وأوضحوا أن هناك جثثا بقيت لأيام وتحللت في مناطق لا يمكن الوصول إليها لأنها قريبة من أماكن القصف، وسط تحذيرات من أن يؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض الخطيرة والأوبئة.
والأحد الماضي، حذرت اللجنة المركزية لضباط الصحة (غير حكومية) في السودان من مخاطر بيئية ناتجة عن تحلل الجثث في الشوارع جراء الحرب وانعكاسه على الصحة والبيئة.
إعفاءات
في غضون ذلك، أصدر رئيس حركة العدل والمساواة في السودان جبريل إبراهيم قرارا أُعفي بموجبه 4 من أعضاء المكتب التنفيذي للحركة من مناصبهم، دون ذكر أي أسباب لذلك.
ومن أبرز الذين شملهم القرار الأمين السياسي للحركة الفريق سليمان صندل، وأمين السلام والتفاوض بالحركة أحمد تقد لسان.
يشارإلى أن رئيس حركة العدل والمساواة قد غرد، قبلُ، في (تويتر) معتبرا أن مواقف سليمان صندل من المواجهات الدائرة في السودان تعبر عن قناعاته الشخصية.
وكان صندل، وهو يشغل منصب نائب رئيس الترتيبات الأمنية في إقليم كردفان، قد اتهم عناصر موالية للنظام السابق بإشعال فتيل الحرب الجارية ودعا إلى ضرورة وقفها فورا.
ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال الذي خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.