تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف العديد من مناطق قطاع غزة واستهداف المستشفيات على وجه الخصوص، وارتكبت 13 مجزرة راح ضحيتها 112 شهيدا و148 مصابا خلال 24 ساعة.
فقد أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين إثر إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على مقره بخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن القصف الإسرائيلي وإطلاق النار في محيط مستشفى الأمل التابع لها في خان يونس مستمران.
وأفادت الجمعية بأن حياة مرضى الكلى في مستشفى الأمل باتت في خطر، جراء تعذر نقلهم إلى مستشفيات أخرى بسبب استمرار الحصار.
كما أشار بيان الجمعية إلى أن مخزون الأكسجين في المستشفى أوشك على النفاد مرة أخرى.
وقال الهلال الأحمر إن طواقمه عاجزة عن نقل المصابين إلى مستشفى الأمل في خان يونس، بسبب استمرار إطلاق النار.
ولفت مراسل الجزيرة إلى استمرار قوات الاحتلال في محاصرة المستشفيات، ولا سيما مستشفى الأمل ومستشفى ناصر، وتعمد طائراته المسيرة إلى استهداف أي جسم يتحرك في هذه المناطق.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال قصفت مستودع الأدوية المركزي التابع لوزارة الصحة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن القصف أوقع شهداء وجرحى.
وأضاف المراسل أن قصفا جويا إسرائيليا دمر منزلا شرق خان يونس، بالإضافة إلى قصف مدفعي عنيف ومتواصل للمناطق الغربية من مدينة غزة.
وفي وقت سابق، وصلت جثامين 15 شهيدا إلى مجمع ناصر ومستشفى الأمل بعد قصف إسرائيلي لمناطق في خان يونس.
وقال المراسل إن قوات الاحتلال تركت خلفها دمارا كبيرا في مخيم خان يونس بعد انسحابها منه. كما انتشل المواطنون جثث العديد من الشهداء الذين قتلتهم قوات الاحتلال خلال اقتحامها للمخيم في الأيام الماضية.
مجازر وحصيلة جديدة للشهداء
من جانبها، قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 13 مجزرة راح ضحيتها 112 شهيدا و148 مصابا خلال 24 ساعة.
وكشفت الوزارة عن ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 27 ألفا و131، بينما بلغ عدد الجرحى منذ بدء الحرب 66 ألفا و287.
في هذه الأثناء، قال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في مكتبها بالضفة الغربية وغزة، إن قرابة 100 ألف شخص تعرضوا للقتل أو الإصابة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذ النسبة عالية جدا بالنسبة لمكان يتجاوز عدد سكانه المليونين بقليل.
وأشار بيبركورن إلى أن أهالي قطاع غزة يعانون من ظروف كارثية ويحاولون أن يجدوا مكانا آمنا وبعض الطعام والشراب، بالإضافة إلى ذلك تفشي الأمراض الناجمة عن سوء التغذية والنظافة والعوامل الطبيعية الأخرى.
وأكد المتحدث أن العمليات العسكرية الإسرائيلية فاقمت من ظروف عمل المستشفيات وهناك صعوبات كبيرة في الوصول إلى شمال القطاع.
آخر ملاذ
وعلى صعيد متصل، قصفت قوات الاحتلال مشارف رفح، وهي آخر ملاذ بالطرف الجنوبي من قطاع غزة اليوم الجمعة.
وقال النازحون الذين تجمعوا بأعداد تصل إلى مئات الآلاف أمام السياج الحدودي مع مصر إنهم يخشون هجوما جديدا فيما لم يتبقَ لهم مكان يفرون إليه.
وباعتبارها الجزء الوحيد من غزة الذي تصله المساعدات الغذائية والطبية المحدودة التي تتدفق عبر الحدود، أصبحت رفح والأجزاء المجاورة من خان يونس منطقة تعج بالخيام المؤقتة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في ساعة متأخرة أمس الخميس إن القوات ستتحول الآن إلى رفح، والتي تعد -إلى جانب دير البلح- من بين آخر المناطق المتبقية التي لم تقتحمها في هجوم مستمر منذ نحو 4 أشهر.
أطفال بلا عائلة
من جانب آخر، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن تقديراتها تفيد بأن 17 ألف طفل في قطاع غزة يعيشون دون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم. ودعت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إلى عدم التخلي عن أطفال غزة، قائلة إن وضعهم يزداد قتامة يوما بعد آخر.
وأوضح جوناثان كريكس، مدير التواصل في المنظمة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، أن أكثر من مليون طفل فلسطيني بالقطاع يحتاجون إلى دعم في مجال الصحة النفسية بسبب معاناتهم من مستويات عالية من مشاعر القلق المتواصل وفقدان الشهية، ولا يستطيعون النوم ويشعرون بالذعر كلما سمعوا صوت انفجار.
وأردف المسؤول بالمنظمة “نقدر أن جميع الأطفال تقريباً في غزة اليوم يحتاجون إلى دعم في مجال الصحة النفسية”.