أكد مسؤول سوداني، اليوم الثلاثاء، أن قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لن يلتقي قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وذلك غداة إعلان كينيا مبادرة لحل الأزمة السودانية تضمنت ترتيب لقاء بينهما.
يأتي ذلك فيما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في الخارجية الأميركية قوله إن طرفي الصراع في السودان لا ينتهزان محادثات جدة التي أتيحت لهما.
كما أعلنت الخارجية السعودية عن تنظيم مؤتمر “رفيع المستوى” لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان يوم 19 يونيو/حزيران الجاري تترأسه السعودية.
وقال المسؤول السوداني، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن اللقاء بين البرهان وحميدتي “لن يتم في ظل الظروف الراهنة”، مشيرا إلى أن قيادة الجيش ومجلس السيادة لديهما تحفظات عدة على بيان قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) التي عقدت في جيبوتي أمس.
وقالت الخارجية السودانية إن وفد بلادها إلى القمة أبدى اعتراضه على عدد من الفقرات في مسودة البيان الختامي لعدم مناقشتها والاتفاق عليها.
مبادرة إيغاد
وكان الرئيس الكيني وليام روتو قال إن قمة إيغاد توصلت إلى مبادرة لحلحلة الأزمة السودانية تتضمن 3 نقاط، بينها تشكيل وفد نيابة عن المنظمة، يضم رؤساء جنوب السودان وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي، للقاء البرهان.
كما يبحث الوفد، خلال أسبوعين، مع البرهان وحميدتي فتح ممرات إنسانية.
وتنص المبادرة أيضا على أن هيئة إيغاد ستشرع خلال 3 أسابيع في تشكيل لجنة حوار وطني تبدأ عملها لفتح مجال للقوى المدنية في السودان لمناقشة القضايا العالقة.
ورحب مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة -في تصريح للجزيرة أمس- بالمبادرة، مشيرا إلى أن اللقاء المقترح بين البرهان وحميدتي سيركز على وقف إطلاق النار، وأن التفاوض مع من وصفهم بـ”المتمردين” يجري من أجل مصلحة السودان لإنهاء الأزمة.
محادثات جدة
من ناحية أخرى، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية اليوم إن طرفي الصراع في السودان لا ينتهزان فرصة محادثات جدة التي أتاحتها لهما الولايات المتحدة والسعودية.
وأضاف المسؤول الذي تحدث للصحفيين في واشنطن رافضا الكشف عن هويته إن محادثات جدة، التي تهدف إلى اتخاذ خطوات نحو وقف دائم للأعمال القتالية، لا تحقق نجاحا بالنظر إلى ما جرى الاتفاق عليه في البداية مع الجيش وقوات الدعم السريع.
ونقلت رويترز أيضا عن المسؤول الأميركي إعلانه أن واشنطن تتشاور مع الرياض والأفارقة والعرب وشركاء آخرين بشأن السودان وتتوقع إعلان نهج جديد.
قصف واشتباكات
ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة باستخدام أسلحة ثقيلة في اشتباكات قرب المنطقة الصناعية، وحيي الرميلة والحلة الجديدة غرب الخرطوم.
كما سمع دوي انفجارات في أم درمان وشوهد تصاعد لأعمدة الدخان، وتحليق للطائرات الحربية في سماء مدن الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
وأكد المراسل سقوط قذائف مدفعية على مبان بحي الجريف، قرب شارع الستين شرقي الخرطوم.
كما قال والي شمال دارفور غربي السودان نمر عبد الرحمن إن محلية كتم أصبحت منطقة كوارث إنسانية وفي حاجة لمساعدات عاجلة.
ودعا الوالي المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين، مشيرا إلى أن كُتم شهدت مواجهات مسلحة تسببت في نهب المرافق الحكومية والمؤسسات الطوعية.
من جانبه، أعلن تحالف لجان المقاومة مجموعة الميثاق الثوري أن مدينة زالنجي وسط دارفور محاصرة تماما من قبل قوات الدعم السريع التي نصبت عشرات نقاط التفتيش على الطرق المؤدية للمدينة.
وأضاف التحالف، في بيان، أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في زالنجي واصفا الأوضاع الإنسانية في المدينة بالكارثية.
كما أشار البيان إلى توقف شبكات الاتصالات والمرافق الصحية تماما، فضلا عن نزوح أعداد كبيرة من سكان المدينة.
وكانت الاشتباكات بين طرفي الصراع قد تجددت في الخرطوم أمس الاثنين، بعد نهاية هدنة لمدة 24 ساعة صباح الأحد بوساطة سعودية أميركية، لم تفلح في الوصول إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروق خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجات من النزوح واللجوء.