أعلن الجيش السوداني أنه واصل عملياته بالعاصمة الخرطوم ضد قوات الدعم السريع، وذلك بعد انتهاء هدنة الأيام الثلاثة أمس الأربعاء.
وقال مراسل الجزيرة إن الجيش قصف مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان، وإن القصف المدفعي والصاروخي انطلق من منطقة كرري العسكرية، كما حلقت طائرة من سلاح الجو السوداني وسُمع إطلاق نار جنوب غربي أم درمان صباح اليوم.
وذكر المراسل أن اشتباكات متقطعة دارت في أحياء ود نوباوي وبالقرب من جسر ود البشير بأم درمان، مع ارتفاع أصوات القصف المدفعي.
وأشار إلى أن طلعات الطيران الحربي للجيش السوداني استهدفت تجمعات الدعم السريع بمنطقة أرض المعسكرات بسوبا جنوبي الخرطوم، فيما شهدت منطقة الجريف شرق قصفا مدفعيا كثيفا من قبل عناصر الجيش.
وقال الجيش -في بيان له- “واصلت قواتنا عملياتها بمنطقة العاصمة الخرطوم بعد انتهاء الهدنة التي استغلتها المليشيا المتمردة (الدعم السريع) في تحشيد قواتها وارتكاب عدة انتهاكات بحق المدنيين”.
وتابع “نفذت قواتنا عمليات خاصة بأمّ درمان، ودمّرت عربات قتالية للعدو و(أوقعت) عددا من القتلى والجرحى”، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع حاولت الهجوم على عناصر الجيش في أم درمان ورئاسة الاحتياطي المركزي بالخرطوم (تابعة للشرطة السودانية).
وأضاف أنه ألحق “ضربات ناجحة” بمن وصفهم بالمتمردين وتسبب في “خسائر كبيرة”، حيث تم تدمير واستلام عدد من المركبات القتالية، وتمكن من إسقاط طائرة مسيّرة استخدمت في الهجوم.
اشتباكات مع “الحركة الشعبية”
وفي تطور لافت، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات من الحركة الشعبية- قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو، بولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد.
واتهم مصدر في الجيش السوداني -في تصريح للجزيرة- قوات من الحركة بمهاجمة مدينة الدلنج الواقعة بالولاية، وقال إن الحركة كانت تحشد قواتها منذ أكثر من أسبوع للهجوم عليها.
وأفاد الجيش -في بيان له- بأن قواته برئاسة اللواء 54 مشاة “تعرضت لهجوم غادر من الحركة الشعبية، رغم وجود اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين”.
وأشار البيان إلى “سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف قوات الجيش في أعقاب تصديها للهجوم (لم يحدد عددهم)”.
ولم يصدر من الحركة الشعبية أي تعليق بعد بشأن الهجوم.
وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مددت حكومة الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال اتفاق وقف إطلاق النار بينهما في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما.
وينشط قتال الحركة الشعبية في منطقتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) منذ عام 2011، من أجل الحصول على وضع خاص للمنطقتين.
محادثات
يشار إلى أنه منذ 6 مايو/أيار الماضي، ترعى كل من السعودية والولايات المتحدة محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
تلا ذلك إعلان أكثر من هدنة سجّلت خلالها خروق كثيرة، مما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات بداية يونيو/حزيران الجاري.
ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروق خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجات من النزوح واللجوء.