11/9/2023–|آخر تحديث: 11/9/202310:56 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
لم يعد دانيلو كافالكانتي مجرد مجرم هارب، فقد أصبح سببا لحرج شديد يحيط بالشرطة الأميركية التي رصدته عدة مرات منذ فراره قبل 11 يوما من أحد سجون ولاية بنسلفانيا، لكنها فشلت في القبض عليه في كل مرة.
من هو؟
الرجل برازيلي يبلغ من العمر 34 عاما، وهو حسب وصف الشرطة قصير ونحيف حيث يبلغ طوله مترا ونصف المتر فقط، ولا يتجاوز وزنه 54 كيلوغراما، لكن الشرطة تصفه بأنه “خطير جدا” و”شخص يائس”.
حُكم على كافالكانتي في 22 أغسطس/آب الماضي بالسجن مدى الحياة لطعنه صديقته السابقة حتى الموت أمام ناظريّ طفل الضحية خلال مشادة في أبريل/نيسان 2021.
وهو أيضا كما تقول الشرطة الأميركية مطلوب بتهمة ارتكاب جريمة قتل في البرازيل، وهو السبب الذي دفعه إلى الفرار من بلاده.
قبل 11 يوما نجح كافالكانتي في الهروب من سجنه بمقاطعة تشيستر في ولاية بنسلفانيا، وسرعان ما اشتهرت الحادثة بعدما نشر مكتب الادعاء العام لقطات لعملية هروبه، حيث اعتمد بيديه وقدميه على جدارين متقابلين وتحرك بخفة إلى الأعلى لينجح في الهروب في ظل وجود حراس السجن على مقربة منه في ساحة التدريب.
ماذا حدث لاحقا؟
لقطات الهروب المثيرة أعطت حادثة الهروب زخما وانتشارا كبيرين، ثم تضاعف الأمر بعد توالي قصص إفلات السجين الفار من قبضة الشرطة رغم رصده عدة مرات، كان آخرها في اللحظات الأخيرة لمساء السبت والساعات الأولى من صباح الأحد، حيث رصدته الشرطة بعدما أظهرت كاميرات المراقبة وجوده قرب مدينة فينيكسفيل الصغيرة في ولاية بنسلفانيا.
وفي الصور التي نشرتها السلطات بدا الرجل مغطيا رأسه وحليق الذقن، ورُجح أن يكون ذلك لتغيير مظهره بعد نشر مذكرة تفتيش سابقة أظهرته ملتحيا.
وقال العقيد جورج بيفنز من شرطة بنسلفانيا إن الشرطة تمكنت أيضا من تتبّع أثر شاحنة بيضاء أُبلغ عن سرقتها واستخدمها الفارّ، قبل أن يتركها لأن “وقودها نفد”.
المثير أن ذلك حدث رغم أن سلطات إنفاذ القانون المحلية بدعم من الشرطة الفدرالية (إف بي آي) وعناصر متخصصين في تعقب الهاربين نفذت عملية تفتيش واسعة حول ميدان كينيت في ضواحي فيلادلفيا شارك فيها مئات العناصر والمروحيات والطائرات المسيرة ووحدات الكلاب المدربة، في وقت أغلقت فيه بعض مدارس المنطقة أبوابها خوفا على الطلاب.
سخرية وتبرير
وتسبب إفلات السجين الفار من الشرطة في موجات من السخرية والانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
لكن الضابط بيفنز يدافع عن ذلك، ويقول إنه لا يوجد “طوق أمني محكم بنسبة 100%”، شارحا أن الرجل الفار استفاد من وجود “أنفاق” أو “خنادق تصريف كبيرة جدا يستحيل تأمينها” على حد قوله، قبل أن يضيف مبررا آخر هو أن سوء الأحوال الجوية جعل البحث الجوي أكثر صعوبة.
لكنه أضاف “في نهاية المطاف أنا واثق من أننا سنعتقله”، ويكشف عن أن كافالكانتي طلب المساعدة وحاول الاتصال في منطقة فينيكسفيل مع اثنين من معارفه اللذين اتصلا بالشرطة وأبلغاها بما حدث.
ويبقى أن الشرطة الأميركية تحاول فعلا كل ما بوسعها من أجل ملاحقة السجين الفار، حتى أن شقيقته الموجودة في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني -وفقا للضابط بيفنز- تم القبض عليها.
لكن الشرطة ربما ساهمت في إقلاق السكان بعدما حذرتهم من أن كافالكانتي شخص يائس وخطير جدا.