أثار تحذير أميركي من خطط روسية لتطوير سلاح نووي في الفضاء لاستخدامه ضد الأقمار الصناعية عاصفة من الجدل على منصات التواصل، وسط مخاوف بعض المعلقين من إمكانية توسع نطاق المواجهة بينهما إلى خارج الكوكب.
وكان رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي مايك تيرنر حذر من تهديد وصفه بـ”الخطير” لأمن بلاده القومي، وطالب الرئيس جو بايدن برفع السرية عن هذا التهديد حتى تتسنى مناقشة إجراءات التصدي له، لكنه لم يكشف عن طبيعته.
بدورهما، نقلت قناتا “إن بي سي” و”سي إن إن” الأميركيتان عن مصادر -لم تكشفها- أن التهديد يتعلق بقدرة عسكرية روسية مقلقة للغاية، وأشارتا إلى أن معلومات استخباراتية كشفت عن رغبة موسكو في وضع سلاح نووي في الفضاء، ربما لاستخدامه ضد الأقمار الاصطناعية.
وفي حديث مع “سي إن إن”، قال وزير الدفاع الأميركي الأسبق ليون بانيتا، الذي شغل سابقا منصب مدير وكالة المخابرات المركزية، إن “استخدام روسيا لهذه الأسلحة النووية في الفضاء، سواء لإعاقة الأقمار الاصطناعية أو إسقاطها، يهدد الأمن القومي”، مضيفا أن بلاده تستخدم هذه الأقمار لأغراض الاتصالات والأغراض الاستخباراتية ولنظام تحديد المواقع “جي بي إس”.
وكانت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية حذرت سابقا -في تقارير خلال عام 2022- من أن روسيا عملت على تطوير أنظمة مضادة مصممة لتحييد أنظمة الفضاء العسكرية والتجارية الأميركية واستهداف الأقمار الاصطناعية بهدف التشويش المؤقت والتدمير التام، وأنها اختبرت سلاحا مضادا للأقمار الاصطناعية يتمتع بقدرات متطورة.
هل يتوسع نطاق المواجهة؟
من جانبه، رصد برنامج “شبكات” -في حلقته (2024/2/15)- تعليقات النشطاء على منصات التواصل بشأن التقارير الأميركية عن الخطط الروسية في الفضاء، وإمكانية توسع رقعة الصدام بين واشنطن وموسكو إلى الفضاء.
تعلّق يارا على تلك التقارير -عبر حسابها- بقولها: “يعني روسيا وأميركا ما شبعوا من حروبهم على الأرض.. الأرض ما عادت تكفي مناوشاتهم!!.. بدّهم ينتقلوا للفضاء.. ونحن قاعدين بنتفرج عليهم”.
بدوره، ألمح علي إلى أن التقارير الأميركية غير صحيحة، إذ قال “مجرد مجموعات تحكم العالم.. تُخوّف الشعوب وتلقي الاتهامات يمينا وشمالا، مثل المعلومات عن الأسلحة النووية العراقية”.
في المقابل، بدا أمجد عمر مقتنعا بالخطط الروسية، إذ قال “على الأغلب سيفجرونها فوق منطقة العمليات في أوكرانيا لتدمير الأقمار الصناعية التي يستخدمها الأميركان ضد الروس في الحرب الأوكرانية”.
أما أحمد فلم يكن متحمسا لما يجري، وفضّل الانتظار حتى اتضاح الصورة، إذ علق “بيقولوا هيعلنوا بكرة بعد جلسة مع بايدن، عموما احنا هنقعد نستنى وخلاص، عشان -كده كده- احنا مفعول به في العالم المجنون”.
يذكر أن رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون طمأن مواطنيه -في حديث للصحفيين- وقال “ليست لدي الحرية للكشف عن معلومات سرية، ولا أستطيع قول المزيد حقا. ولكننا نريد فقط أن نؤكد للجميع أن هناك أيدي ثابتة تعمل على قيادة بلادنا، ونحن نعمل على حل الموضوع، ولا داعي للقلق”.
من جهتها، سارعت روسيا -اليوم الخميس- لنفي صحة التقارير الأميركية، التي اعتبرها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف محاولة من البيت الأبيض لإقناع المشرعين الأميركيين بالموافقة على تخصيص مزيد من الأموال لمواجهة روسيا.