2/9/2023–|آخر تحديث: 2/9/202305:31 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
فرضت ما تسمى قوات “سوريا الديمقراطية” حظر تجوّل اعتبارا من صباح السبت ولمدة 48 ساعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من محافظة دير الزور شرقي سوريا، حيث قُتل 54 شخصا على الأقل في معارك دارت هذا الأسبوع بين وحداتها -التي يهيمن عليها الأكراد- ومقاتلين تابعين لعشائر عربية، في حين تحدث أحد قادة هؤلاء المقاتلين عن سيطرتهم على ريف دير الزور الشمالي الشرقي بشكل كامل ظهر أمس الجمعة.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان ليلة الجمعة إن المجلس العسكري لدير الزور وقوى الأمن الداخلي يعلنان حظرا للتجوال في منطقة دير الزور، يبدأ من الساعة الخامسة من صباح يوم السبت الثاني من سبتمبر/أيلول (الجاري) ولمدة 48 ساعة”.
واتّهم البيان “مجموعات مسلحة تابعة لبعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وكذلك خلايا تنظيم الدولة الإسلامية” بالسعي “لإحداث فتنة في المنطقة”.
ويأتي هذا الإجراء بعد أن دعت الولايات المتحدة إلى إنهاء الاقتتال الدائر في مناطق قريبة من حقل كونيكو للغاز في ريف دير الزور الشرقي، حيث توجد قاعدة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وقالت السفارة الأميركية في دمشق في منشور على منصة “إكس” الجمعة، إن الولايات المتحدة “تشعر بالقلق العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة” في دير الزور، وتدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد.
وجدد المنشور تأكيد واشنطن على تخفيف معاناة الشعب السوري، بما يضمن الهزيمة النهائية لتنظيم الدولة من خلال التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية.
وكانت القيادة الوسطى للجيش الأميركي “سنتكوم” قالت أول أمس الخميس إنّها تواصل مراقبة الأحداث عن كثب في شمالي شرقي سوريا، وتؤكد التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان هزيمة دائمة لتنظيم الدولة.
تصريحات قادة العشائر
يأتي ذلك في وقت تحدث فيه أحد قادة مقاتلي العشائر العربية عن سيطرتهم على ريف دير الزور الشمالي الشرقي بشكل كامل ظهر أمس الجمعة بعد “انسحاب وهروب مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية من آخر نقاطهم”.
وقال محمد طيانة لوكالة الأنباء الألمانية إن كل تعزيزات قوات سوريا الديمقراطية التي دفعتها باتجاه بلدتي ذيبان والشحيل “فشلت”.
من جهته أكد القائد في مجموعات العشائر أبو شادي العكيدي أن: سبب خسارة (قوات سوريا الديمقراطية) “قسد” المعركة هو أنها زجت بأبناء العشائر والقبائل العربية في معركة مع أهلهم، والمئات من هؤلاء استسلموا أو انشقوا عن “قسد”، وبقي مقاتلو حزب العمال الكردستاني في المعركة.
ويشير العكيدي إلى معركة بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، التي سقط فيها -على حد قوله- قتلى وعشرات الجرحى من مقاتلي حزب العمال، تم نقلهم إلى المدينة العمالية وحقل العمر النفطي الذي يعدّ قاعدة للقوات الأميركية وقوات سوريا الديمقراطية.
وأقر العكيدي بوصول مقاتلين من أبناء مناطق غرب الفرات للمشاركة في المعارك ضد قوات قوات سوريا الديمقراطية.
وكشف مصدر مقرب من شيوخ قبيلة العكيدات أن “قوات التحالف الدولي تواصلت معهم من أجل فرض تهدئة بالمنطقة نظرا لحساسيتها وأهميتها”.
وأضاف المصدر أنه “خلال الساعات القادمة ستتم السيطرة على مدينة البصيرة، وبذلك تتم السيطرة على ريف دير الزور الشرقي الذي كان تحت سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) “قسد” بشكل كامل ويمتد لأكثر من 200 كلم من حدود محافظة الرقة غربا إلى الحدود العراقية شرقا”. وتابع أنه تبقى نقطة المعامل وهي على أطراف مدينة دير الزور سوف ينسحب منها عناصر هذه القوات بشكل طوعي.
وكان مقاتلو العشائر العربية وسعوا مناطق سيطرتهم بالمحافظة أول أمس الخميس بعد سيطرتهم على بلدات وقرى جديدة بعد اشتباكات عنيفة، وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أرسلت تعزيزات إلى دير الزور.
ونقلت رويترز عن شهود عيان أن ما لا يقل عن 40 عنصرا من الجانبين و15 مدنيا قتلوا في معارك تدور منذ الأحد الماضي.
واندلع قتال الأحد الماضي بعد أن اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية أحمد الخبيل المعروف بأبي خولة، الذي كان يرأس مجلس دير الزور العسكري التابع لها، وكان أيضا قائدا عربيا بارزا في هذه القوات.
ولم يصدر أيّ تعليق من قوات سوريا الديمقراطية حول ملابسات توقيف الخبيل، لكنّها أعلنت شن “عملية لتعزيز الأمن” في مناطق سيطرتها في دير الزور ضد تنظيم الدولة ومن سمتهم “عناصر إجرامية” متورطين في الاتجار بالمخدرات ومستفيدين من تهريب الأسلحة.
وتنفي العشائر العربية ما يثيره الإعلام الذي يتبع قوات سوريا الديمقراطية من أن الاشتباكات تجري ضد عناصر من تنظيم الدولة.
وقوات سوريا الديمقراطية تحالف شكلته الولايات المتحدة من مسلحين من العشائر ومقاتلين أكراد، وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري. وتتمركز هذه القوات على الضفة الشرقية لنهر الفرات، الذي يقسم محافظة دير الزور.