نشرت السلطات العراقية عناصر من قواتها الخاصة فرقة التدخل السريع المرتبطة مباشرة برئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتعزيز الطوق الخارجي لمطار بغداد الدولي والمناطق الإستراتيجية المحيطة به.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب التحقيق الاستقصائي الذي أعده مشروع الإبلاغ عن الفساد والجريمة العابرة للحدود (أو سي سي آر بي) في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي كشف أن الشركة المتعاقدة لتأمين المطار لم تكن لديها خبرة سابقة، وادعى العديد من موظفيها أنهم لم يتلقوا رواتبهم لعدة أشهر.
وخلص صحفي (أو سي سي آر بي) في تحقيقهم إلى أن الشركة الكندية “بزنس إنتل” التي تم تعيينها لتأمين المطار في سبتمبر/أيلول 2022، قد قدمت تصورات مضللة حول مؤهلاتها المهنية للمسؤولين العراقيين. وزعم عدد من موظفيها الحاليين والسابقين أن هذا الوضع عرض المطار الرئيسي في العراق، الذي يستقبل مليوني مسافر سنويا، للخطر.
ويتزامن نشر قوات النخبة العراقية مع تصاعد الهجمات على القوات الأميركية في العراق في الأشهر الأخيرة، وتدهور الوضع الأمني في المنطقة الأوسع منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان شهود عيان قد أبلغوا “أو سي سي آر بي” عن انتشار أفراد من فرقة الرد السريع في محيط المطار بعد يوم من نشر التحقيق في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتم تأكيد نشرها رسميا يوم الأربعاء.
وقال مدير الإعلام والعلاقات في فرقة الرد السريع “قوات النخبة” العميد عبد الأمير الحمداني لـ”أو سي سي آر بي” “نشرنا عناصر قواتنا الخاصة لتأمين الطوق الخارجي لمطار بغداد الدولي، بأمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، وتوجيهات وزير الداخلية، لدفع أي خطر مسلح وفرض استقرار طيران الملاحة الجوية”.
وعند نشر التحقيق رفض حفيظ أوكي، مالك شركة ” بزنس إنتل”، في البداية التعليق على الادعاءات الواردة في التحقيق. لكنه اتصل لاحقا بـ”أو سي سي آر بي” ليقول إن شركته فازت بالعقد بعد “عملية مناقصة تنافسية”، و”استوفت جميع المتطلبات التعاقدية القانونية”. وقال إن “بزنس إنتل رفعت الرواتب، وحسنت مزايا الموظفين”، وإنه “لم يتم فصل بعض العاملين إلا بسبب سوء السلوك الجسيم”. وأكد أنه لم تحدث أي خروقات أمنية في المطار منذ تم تعيين بزنس إنتل.
ولم تستجب هيئة الطيران المدني العراقية ومكتب رئيس الوزراء العراقي لطلبات الحصول على تعليقهم حول المعلومات الواردة في نص التحقيق.