“حكومة بلا بوصلة وبلا ضمير”، بهذه العبارة استهل الكاتب إفرايم غانور مقاله في صحيفة معاريف، للتعليق على استمرار تسويق حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمصطلح النصر الكامل، في ظل استمرار فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه بقطاع غزة، مع اقتراب الذكرى السنوية لمعركة طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال غانور “كلما اقتربنا من 7 أكتوبر، ذكرى السيوف الحديدية (معركة طوفان الأقصى)، كلما شعرنا بآلة السم بكامل قوتها، نحاول ونعمل على إلقاء اللوم على العالم بأسره، وكل شيء ممكن من أجل إبعاد أي ذرة من اللوم في فشلنا عن الحكومة وزعيمها”.
انتصار وهمي
ووصف غانور مصطلح النصر الكامل الذي يروجه نتنياهو بأنه “انتصار وهمي لن يأتي أبدا”، وقال “هذه هي الحقائق حول هذا النصر، بعد حوالي عام من الحرب، لا يزال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار يسكن بالتأكيد في مكان ما في مخبئه ويملي على إسرائيل شروطا.. مع 101 مختطف بين يديه، مستمتعا بمشاهدة دولة إسرائيل ممزقة بين أولئك الذين يقاتلون من أجل إطلاق سراح الرهائن في الصفقة، وأولئك الذين هم على استعداد للتضحية بهم على مذبح النصر المطلق”.
وأضاف “سيظل قطاع غزة يشكّل “صداعنا” لسنوات عديدة، هذا الأسبوع فقط، تلقينا تأكيدا على ذلك من خلال صاروخين أطلقا على عسقلان”.
ورفض الكاتب مساعي حكومة الاحتلال لفرض حكومة عسكرية في غزة، معتبرا أنه وهم، وقال “إنها مسألة وقت فقط قبل أن نشعر جيدا بذراع حرب العصابات التي ستشن ضد قواتنا في قطاع غزة، حرب ستكلفنا يوميا ثمنا مؤلما من الدم وتحول هذا الوهم إلى جرح مؤلم ونازف”.
أزمة مجتمع
وأضاف مسلطا الضوء على تداعيات استمرار الحرب على مواطني إسرائيل “إن الفرق بين شمال دولة “النصر الكامل” والجنوب، بعد نحو عام من الحرب، هو أن معظم السكان من الشمال تم تهجيرهم، تاركين وراءهم منازل مدمرة وحقولا ومصانع محترقة، وموعد عودتهم غير واضح، مقارنة بسكان الجنوب الذين تركوا وراءهم غبارا تظلله النار، ولن تمحى كارثتهم أبدا بالنصر المزعوم”.
وتساءل “ما هو النصر المطلق بالضبط؟ هل هو على حماس؟ أم على حزب الله في الشمال؟ أم يتعلق بالهجمات المستعرة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)؟ أم ربما على الحوثيين في اليمن؟ أو ربما أخيرا في النصر على إيران؟”.
وقال “فقط مثل هذه الحكومة الوهمية يمكنها أن تتحدث عن النصر الكامل عندما تورطنا في مثل هذا الواقع المرير، دون تقديم رد مناسب في أي ساحة، وتقود البلاد إلى خطوة كارثية”.
تمسك بالسلطة
وتطرق غانور إلى المساعي لتشكيل لجنة تحقيق حكومية لعوامل الفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر، ولكنه دعا لإنشاء لجنة تحقيق لفحص سلوك وعمل هذه الحكومة الوهمية منذ ذلك الحين.
وأضاف “ليس من قبيل المصادفة أن الصحافة الأجنبية تنشر هذه الأيام وثائق استخباراتية، بهدف تبرير مواقف نتنياهو وتحركاته، وأنه ربما تكون مسألة وقت فقط قبل أن يتم الكشف عن هذه المهزلة وأصولها للجمهور.
وقال متهكما “يقف على رأس معسكر النصر الكامل الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذان يرفعان أعلام هذا النصر الوهمي تماما كما يقودان نتنياهو والبلاد إلى الهاوية”.
وختم قائلا “كل هذا حدث لأن عائلة نتنياهو لم توافق على التخلي عن السلطة والملكية وكانت على استعداد للتضحية بالشعب والدولة من أجل استمرار بقائها”.