رأى الكاتب الإسرائيلي يتسحاق ليفانون، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعلم جيدا أنه ليس أمام إسرائيل الآن خيار آخر غير مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى النهاية، وأن تصريحاته الأخيرة قد تدل على أهداف خفية.
وجاء في مقال للكاتب في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أنه صبيحة يوم عملية “السبت الأسود”، قال منسق الجيش الإسرائيلي بالمنطقة، العقيد غسان عليان لحماس، “فتحتم على أنفسكم أبواب جهنم”، وكان الكلام للحركة ومن خلالها العالم العربي بأكمله، و”لكن هل كان الرئيس المصري أحد المستمعين إليه”؟
وتابع الكاتب أنه في الأيام القليلة الماضية، أدلى الزعيم المصري بتصريحين بشأن الحرب على غزة، تسببا في حالة من الاستغراب في إسرائيل، فقد قال السيسي، إنه يعارض قدوم الفارين من غزة إلى سيناء، مسوغا ذلك بأنه في حال قيام أحدهم بمهاجمة إسرائيل، فإن ذلك يعني الحرب.
وتساءل الكاتب عما إذا كان الرئيس المصري يقصد إعطاء حرية التصرف للغزيين الفارين ليفعلوا كل ما يريدون؟ وهل أن الأمن المصري لن يهتم إن فعلوا ذلك؟ خاصة أنه -وبموافقة إسرائيلية- يوجد أكثر من 20 ألف جندي مصري على الحدود بين البلدين، حسب قول الكاتب.
وتابع الكاتب، أن على الرئيس المصري أن يتذكر أن الحديث يدور عن انتقال مؤقت إلى سيناء للفارين من غزة، وإن لم يسمح السيسي لهم بذلك، فهذا يعني أن مصيرهم في يد ما سماهم قتلة أثبتوا أنهم أشرار.
أما التصريح الثاني، فكان دعوة السيسي لإسرائيل لتوطين الفارين من غزة في النقب، بقوله، “إن أرادت إسرائيل ذلك، تستطيع الإبقاء عليهم لديها”، وهو ما يعني بصيغة أخرى -حسب الكاتب- “تنفيذ حق العودة”.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي، أن “التاريخ الطويل للسيسي مع حماس -منذ أن كان قائدا للجيش- معروف ولا يخفى على أحد، خاصة أن حماس سمحت لإرهابيين بالدخول من غزة إلى سيناء، وقتل جنود مصريين خلال شهر رمضان، وحينها أعلن السيسي أنه لن ينسى ذلك لهم أبدا”.
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس المصري حين كان في مأزق مع الإرهاب في سيناء توجّه إلى إسرائيل التي ساعدته، واليوم وأمام الخطر المحدق بالبلدين من حماس اختار السيسي “أن يدلي بتصريحات قد تدل على أهداف خفيّة”.
وختم الكاتب بالقول، إن “نصف مليون غزيّ، إذا أضيفوا إلى ملايين العرب الذين استوعبتهم مصر، لن يزعزعوا سيطرته على الدولة المصرية، وفي النهاية يجب على السيسي ألا ينسى أن حماس هي تنظيم الإخوان المسلمين”.