19/10/2024–|آخر تحديث: 19/10/202410:34 م (بتوقيت مكة المكرمة)
نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الجمعة ما قال إنها اللحظات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار بعد استشهاده إثر خوضه اشتباكات مع قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة أول أمس الأربعاء.
وظهر السنوار في المقطع وهو جالس على كرسي وملثم بالكوفية وقد أصيبت يده اليمنى ومع ذلك حمل عصا ورماها على طائرة الدرون الإسرائيلية التي أرسلت لتصويره.
عقودٌ طويلة وأمتنا تنشد: أين صلاح الدين؟ وحين جاءها ساعياً، تركته وحيداً حتى لقي ربه مقبلاً غير مدبر، وعلى بعد بضع مئات من الأمتار يقف جيشٌ قوامه مليون رجلٍ يزعمون أنهم من أمة صلاح الدين! pic.twitter.com/lAWo9abumr
— 🇵🇸 أدهم أبو سلمية (@AdhamPal922) October 18, 2024
هذا المشهد أصبح أيقونة بين رواد العالم الافتراضي حول العالم، وربطه مغردون بالمشهد الأخير من فيلم عمر المختار، وكيف تجلت عبقرية المخرج العالمي مصطفى العقاد، حينما أعُدم شيخ المجاهدين سقطت نظارته، ثم صعد طفل إلى منصة الإعدام والتقطها، وهنا كانت رسالة العقاد أن المقاومة فكرة لا تموت بموت قادتها وأن ثمة أجيال ستأتي لتحمل الراية.
ويرى المغردون أن المشهد الأخير بحياة الشهيد السنوار حمل نفس الرسالة والمعنى وهو أن المقاومة لا تنتهي وأنه ظل يقاوم حتى الرمق الأخير.
#يحيى_السنوار ،أنت الذي أفنيت عمرك في رسم المشهد الأخير من حياتك.
كرسيك الذي كنت عليه ملكاً، عرّيت به ملوكاً آخرين والتراب الطاهر على جسدك كشفت به أمراءً رضوا بالظلم.
رسمت بفكرك وطوفانك طريق تحرير فلسطين وعبّدتها بشهادتك.
هنيئاً لك هذه النهاية
اليوم ذهب الشوك، وبدأ قرنفل #فلسطين pic.twitter.com/KphLJRLSyw— رعد_Ra’ad (@Raad0Alnasser) October 18, 2024
وأكد ناشطون أن يحيى السنوار لم يكن خائفا من الموت، بل كان يبحث عن الشهادة في غزة، فقد قاتل بشجاعة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في ساحة المعركة. وأن مصيره -الذي صوره المشهد الأخير بشكل جميل- لن يثني أحدا عن مواصلة المعركة، بل سيصبح مصدر إلهام لجميع المقاومين في المنطقة، فلسطينيين وغير فلسطينيين.
خاتمة لم تفارقني ولا تزال ترافقني..
الذي رتّب مشهدية نهاية وخاتمة الشهيد #يحيى_السنوار هو الله وحده العلي القدير الحكيم العليم الخبير بنا جميعاً وبصدق نوايانا ، ولا شك في أن بذلك حكمة عظيمة ورسالة بالغة الوضوح والدلالة أرادها ربنا سبحانه وتعالى.
مساهمة الشهيد فيها كانت عبر…
— Maher Chawich 🇵🇸 (@ChawichMaher) October 19, 2024
وقال أحد المغردين “لم أتوقف للحظة عن التفكير في مشهد الدرون. رجل يجلس وحيدا، جريحا، مستقبلا لحظاته الأخيرة، بعيدا عن كل العيون، وبدون أدنى سبب للاعتقاد بأن هناك من سيرى ما سيقوم به، يأبى ألا يكون المشهد الأخير سوى مشهد عصيان تام، مشهد عدم استسلام، وبصورة قد تُرى كمبالغة إن عُرضت في فيلم.
وأضاف الكاتب أن “اللحظات التي تسبق النهاية هي لحظات يتوقف فيها العقل عن العمل، وتستولي فيها الغريزة على الجوارح، إظهار الهلع والسعي لإيجاد مخرج هو ما ستمليه غريزة البشر عليهم في موقف كهذا.
ولكن السنوار لم ينصع لغريزته، وهذا الأمر مستحيل، إلا في حالة امتلاك قناعات تمتد جذورها لما هو أعمق من الغريزة ذاتها. قناعات بإمكانها كبح الغريزة ذاتها. مشهد النهاية الذي رأيناه مستحيل بدون إيمان مُطلق بما عاش من أجله، وإيمان مُطلق بما يعلم أنه في انتظاره.
لم يبق في ذلك المشهد الأخير إلا العين: عين الملثم بكوفية شعبه تحدق في عين الكاميرا لروبوت بلا ملامح، وعين المتفرج يحدق بهذا التحديق المتبادل: بين محارب وحيد مدمى في أرضه وبين كاميرا الروبوت الوحش، بين عين بشرية وعين تقنية، الأولى شجاعة وحزينة ومودعة لعالمنا، والثانية بلا رأس…
— Tarek Alali (@tarequealali) October 19, 2024
وكتب أحد المدونين معلقا على المشهد الأخير لرئيس حركة حماس قائلا السنوار وهو يواجه التكنولوجيا “كواد كابتر” بخشبــة بعد أن قاد أكبر أعقد عملية في تاريخ المقاومة وحوله جيوش من المسلمين هو أمرٌ لا يستدعي الفخر بل الحزن على كمية الخذلان التي أحاطته.. كنا ننادي لسنوات أين صلاح الدين، وعندما جاء تركناه يموت وحيدا هو وشعبه.
ليرد أحد المغردين على هذا القول بأن المشهد يستدعي الفخر له هو وحده.. يستدعي الفخر لأهله وذريته.. يستدعي الفخر للرابضين والمرابطين معه.. يستدعي الفخر للصابرين من حوله.. فهو صاحبهم وهم أتباعه.
المشهد يستدعي الفخر له هو وحده.. يستدعي الفخر لأهله و ذريته.. يستدعي الفخر للرابضين و المرابطين معه.. يستدعي الفخر للصابرين من حوله.. فهو صاحبه و هم أتباعه..
ما علاقتنا نحن المتخاذلين بفخره؟— غليان (@ghalayaan) October 19, 2024