انشق كوري شمالي عبر الحدود البحرية في اتجاه كوريا الجنوبية، وفق ما أعلن الجيش في سول اليوم الخميس.
وأفادت هيئة الأركان المشتركة في سول بأن “الجيش الكوري الجنوبي أمّن مشتبها كوريا شماليا وسلّمه إلى السلطات المعنية”، لافتة إلى عدم رصد تحركات غير عادية للجيش الكوري الشمالي.
وأضافت الهيئة أن “السلطات المعنية تحقق حاليا في عملية الانشقاق المحددة وما إذا كان الشخص يرغب بالانشقاق إلى الجنوب”.
وقد وصل الشخص “سيرا على الأقدام” صباح اليوم إلى جزيرة غيودونغ قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية قرب الحدود بين الكوريتين و”تم بداية رصد شخصين منشقين، مما يعزز احتمال أن أحدهما قد يكون فشل في العبور”، وفق ما ذكرت وكالة “يونهاب” الإخبارية نقلا عن مصادر عسكرية لم تسمها.
وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون-سيك للجنة برلمانية إن تحقيقا “يجري مع السلطات المعنية”.
وأضاف شين أنها كانت “مهمة ناجحة”، وقد واصل الجيش الكوري الجنوبي “مراقبتها وتوجيهها” انطلاقا من نقطة مغادرة الشخص.
وهذه أول مرة منذ 15 شهرا ينشق فيها كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية عبر البحر الأصفر.
وفي العادة يتوجه معظم المنشقين برا إلى الصين المجاورة أولا، ثم يدخلون بلدا ثالثا مثل تايلند قبل الوصول إلى كوريا الجنوبية.
يشار إلى أن عدد المنشقين الشماليين الواصلين إلى كوريا الجنوبية تضاعف 3 مرّات العام الماضي، إذ وصل إلى 196 شخصا مقارنة بـ67 شخصا في 2022، مع سعي مزيد من الدبلوماسيين الرفيعين والطلبة للفرار، وفق ما أفادت سول في يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي مايو/أيار 2023 فرّت عائلة مكونة من 9 أفراد من الشطر الشمالي على متن قارب خشبي.
أوضاع معيشية صعبة
ويفيد خبراء بأن المنشقين تأثروا على الأرجح بالأوضاع المعيشية الصعبة -بما في ذلك نقص المواد الغذائية والاستجابات غير المناسبة للكوارث الطبيعية- خلال فترة إقامتهم في الشطر الشمالي المعزول.
وقال تشيونغ سيونغ-تشانغ مدير إستراتيجية شبه الجزيرة الكورية لدى معهد سيجونغ إن “كوريا الشمالية تعرضت إلى فيضانات شديدة مؤخرا ألحقت أضرارا كبيرة”.
وأضاف “من الممكن أن الأشخاص الذين لم يكونوا راضين عن نظام كوريا الشمالية استغلوا عدم الاستقرار الداخلي هذا والإرباك للانشقاق”.
وشهدت المناطق الشمالية من كوريا الشمالية أمطارا غزيرة أواخر يوليو/تموز الماضي، إذ تحدثت وسائل إعلام كورية جنوبية عن حصيلة قتلى محتملة تصل إلى 1500 شخص.
وتتعامل بيونغ يانغ مع الانشقاقات على أنها جريمة خطيرة، ويعتقد أنها تعاقب بشدة من يحاولون القيام بها وأفراد عائلاتهم.
ويأتي الانشقاق الأخير فيما باتت العلاقات بين الكوريتين عند أدنى مستوياتها منذ سنوات مع تكثيف كوريا الشمالية اختبارات الأسلحة وإطلاق بالونات محملة بالنفايات باتجاه جارتها الجنوبية.
في المقابل، تواصل كوريا الجنوبية ما يسمى البث الدعائي عبر مكبرات الصوت، والذي من شأنه تشجيع الكوريين الشماليين على الانشقاق على النظام في بيونغ يانغ.