قالت بعثة حفظ السلام الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في كوسوفو إن “مجموعات إجرامية” كانت تقف خلف المتظاهرين شمالي البلاد، في حين تتوالى التحذيرات من حرب أوروبية قد تشتعل شرارتها الأولى هناك.
وقال المتحدث باسم البعثة الدولية العقيد أندريا غالييني في مؤتمر صحفي بالعاصمة الكوسوفية بريشتينا، أمس الجمعة، إن عديدا من جنود البعثة أصيبوا جراء الحجارة والمتفجرات المصنوعة يدويا والأسلحة التي استخدمت خلال المظاهرات.
وأضاف “كان واضحا أن الناس يحاولون الهتاف والاحتجاج بطريقة سلمية، ولكن كان من الواضح أيضا أن مجموعات إجرامية كانت تختبئ وراءهم، فقط من أجل مهاجمة القوات”.
وصرح غالييني بأن الوضع في شمال كوسوفو هدأ حاليا على الصعيد الأمني، مشددا على ضرورة تحميل كلا الجانبين المسؤولية عن تلك الأحداث، لأن “أحدهما اتخذ قرارا من دون النظر إلى المستوى الأمني، والآخر لم يحرك ساكنا إزاء أعمال العنف التي تخللت المظاهرات”.
واندلع العنف بعد أن عينت سلطات كوسوفو رؤساء بلديات من أصل ألباني في مكاتب البلديات الشمالية. واختير رؤساء البلديات في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 3.5% فقط بعد أن قاطع الصرب، الذين يشكلون الأغلبية في المنطقة، الانتخابات المحلية.
قوات تركية
وأشار المتحدث إلى أن القوات الإضافية التي أرسلتها تركيا لتعزيز بعثة الحلف قد تمركزت في كوسوفو بدءا من الخامس من يونيو/حزيران الجاري، وأنها تندمج حاليا مع الوحدات الأخرى.
وأضاف أن هذه الكتيبة التركية من القوات الخاصة -التي تضم نحو 500 جندي- ستنتشر لدعم إجراءات احتواء التوتر، وقد تتجه إلى الشمال أو مواقع أخرى وفق الحاجة.
من جهة أخرى، تطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي بسحب رؤساء البلديات من مناصبهم وسحب وحدات الشرطة الخاصة التي ساعدت في تشكيل البلديات الشمالية.
وطالبا أيضا بإجراء انتخابات محلية جديدة في الشمال بمشاركة الصرب، وأن تنفذ كوسوفو اتفاقا يعود لعام 2013 بإنشاء اتحاد للبلديات الصربية لمنح هذه الجماعة مزيدا من الحكم الذاتي.
الحرب المقبلة
وحذر تقرير نشره موقع “ناشونال إنترست” (National Interest) من أن الحرب الأوروبية المقبلة قد تبدأ في كوسوفو.
وذكر التقرير أن هناك أوجه تشابه ملحوظة بين الوضع في كوسوفو والصراع الحالي في أوكرانيا، داعيا صانعي السياسة الغربيين إلى الانتباه لهذا الأمر.
وقال إن الأزمة الأخيرة في شمال كوسوفو ذكّرت العالم بأن “الحرب الوحشية في أوكرانيا ربما تكون أكبر تهديد للاستقرار الأوربي حاليا، لكنها ليست الوحيدة بأي حال من الأحوال”.
وأوضح أن الواقع السياسي في شمال كوسوفو يتشابه في أوجه كثيرة مع الوضع في شرق أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار أن كوسوفو إقليم متنازع عليه تاريخيا، وفقا للتقرير.
وانفصلت كوسوفو، التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999 وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، لكن بلغراد ما زالت تعدّها جزءا من أراضيها وتدعم أقلية صربية فيها.
ولحلف شمال الأطلسي نحو 4 آلاف جندي في كوسوفو، وقد قرر إرسال 700 جندي إضافي بسبب تصاعد العنف.