قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن مشاهد تفحم الدبابة التي عرضتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، تشير إلى أن قذيفة “الياسين 105” ضربت برج الدبابة بدقة وفجّرت ذخيرتها.
وأوضح الدويري، خلال تحليله العسكري لقناة الجزيرة، أن الاستهداف كان من منطقة عليا وهو ما أعطى حامل القذيفة ومسددها فرصة مثالية لضرب برج الدبابة، بعدما بات خط النظر مفتوحا دون عوائق.
وأشار إلى أن الاستهداف من الأعلى يعني حتما إصابات قاتلة بعد اختراق القذيفة برج الدبابة، منوها بأن مشاهد الاحتراق التي نجمت عن الضربة جاءت نتيجة دخول القذيفة إلى داخل البرج وتفجر الذخائر التي تحملها وليس نتاج مفعول القذيفة ذاتها.
وأضاف أن ذخيرة الدبابة تكون فيها قنابل خارقة وفوسفورية واعتيادية، مجددا التأكيد أن الانفجار نجم عن تفجر الذخائر التي تحملها الدبابة داخل إطار البرج.
وحول دلالات حديث أحد عناصر القسام عن “تفحم” الدبابة، أكد الخبير العسكري أن الدبابة الإسرائيلية في المعركة الحالية تحمل حتما 10 جنود “وبالتأكيد كل من في داخلها قتلوا”، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى دقة أرقام الخسائر التي يعلن الاحتلال وهي أقل من الواقع أضعافا.
ونوه إلى أن مقاتلي القسام يفاضلون بين الأهداف مستدلا بمشهد سماح أحدهم مرور جرافة انتظارا لـ”الهدف الخطر والدسم”، في إشارة إلى دبابة تم ضربها لاحقا بقذيفة مضادة للدروع.
وأثنى على الطريقة التي ينتهجها عناصر القسام من خلال “العمل الجماعي”؛ إذ يطلق أحدهم قذيفة الياسين، وينتظر اثنان آخران في حال ترجل جنود من الدبابة ومن ثم الإجهاز عليهم إذا لم تكن الإصابة الأولى قاتلة.
واستبعد تحمل الاحتلال الخسائر البشرية في صفوف جيشه وقال إن فاتورة التكاليف أعلى من الأسرى الذين يحاول استعادتهم من قبضة المقاومة عقب عملية “طوفان الأقصى”.
وأشاد كثيرا بكتيبة الشجاعية التابعة للقسام، وقال إنها حالة خاصة تاريخية ولها سجل حافل، مؤكدا أن الخسائر في صفوف جيش الاحتلال في هذه المنطقة ستكون باهظة كما حدث في جحر الديك شرقي المنطقة الوسطى وبيت حانون في شمالي قطاع غزة.