تتكون تشكيلة المنتخب الفلسطيني التي تلعب حاليا في كأس آسيا 2023 من 20 لاعبا من الأراضي المحتلة، 3 من قطاع غزة: محمد صالح، محمود وادي، ياسر حمد، و10 لاعبين من الضفة الغربية، و7 لاعبين من القدس المحتلة.
لكن الواقع المادي والنفسي والرياضي لهذا المنتخب الذي يلقب بالفدائي، بعيدا كل البعد عن واقع الغالبية العظمى من منتخبات كرة القدم في العالم، حيث الوفرة المادية والعناية الرياضية الفائقة والشهرة والرفاهية، فأعضاء “الفدائي” يعيشون في ظل حرب الاحتلال المتواصلة على بلدهم، إضافة إلى تواضع إمكانات منتخبهم وحالتهم النفسية الصعبة، مما يجعلهم يخوضون منافسة كأس آسيا التي تعقد حاليا في العاصمة القطرية الدوحة وهم مسلحون بالإرادة والموهبة فقط.
ورغم هذه الظروف الصعبة، فقد جاء أداء لاعبي منتخب “الفدائي” على نحو ملحمي وفاق التوقعات، حيث تمكنوا أمس من الفوز بثلاثية نظيفة على منافسيهم من لاعبي منتخب هونغ كونغ، الأمر الذي أهلهم للصعود لدور الـ16 في كأس آسيا للمرة الأولى في التاريخ.
وشهدت مباراة الفدائي أمام هونغ كونغ البارحة لفتة مؤثرة من مدافع المنتخب محمد صالح من قطاع غزة -الذي فقد عددا من أفراد عائلته في العدوان الحالي- والذي بكى بعد نهاية المباراة، وكتب على ذراعه رقم 110، في إشارة إلى عدد أيام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
واستطاع الفدائي أن يكسب قلوب الخصوم قبل الأنصار حيث هتفت كل المدرجات لفلسطين، ورفع الجميع العلم والشال الفلسطيني وشارة النصر، حتى مشجعو فريق الخصم من هونغ كونغ.
ورصد برنامج “شبكات” في حلقة (24/01/2024) احتفاء وإشادة مغردين ونشطاء على مواقع التواصل بصعود المنتخب الفلسطيني لدور الـ16 من كأس آسيا للمرة الأولى في التاريخ رغم ظروف الحرب والعدوان الإسرائيلي المتواصل.
الروح القتالية
من جانبه، أشاد الناشط عامر بالنتيجة التي أثبتت أن الإنجاز يولد من رحم الألم والمعاناة، وقال إن “رجال فلسطين كتبوا التاريخ، وتأهلوا من مجموعة حديدية فيها إيران والإمارات” وأضاف أنه “إنجاز كُتب في ظروف استثنائية عصيبة”.
في حين أشاد المغرد أحمد هشام بالروح العالية والإصرار الذي تحلى به الفريق الفلسطيني، وغرد “فريق يعيش أفراده أصعب الظروف في العالم، ويكون موجودا في البطولة، ويتأهل لدور الـ16 يعني هذا فريق جبار”، وأكمل “أخجلتمونا بروحكم العالية وإصراركم الرهيب يا أهل فلسطين الحبيبة”.
أما المغردة فاتنة، فأشارت إلى اعتزاز الفدائي بنفسه، وقالت “جميع المنتخبات تلعب من أجل الفوز عدا المنتخب الفلسطيني يلعب من أجل أن يقول أنا موجود أنا فلسطيني”.
من ناحيته نوه صاحب الحساب إبراهيم إلى الروح القتالية للفريق وحبهم للفانيلة الفلسطينية ووصولهم للدور الـ16 لأول مرة في تاريخهم، وكتب “يستحقون هذا الوصول وبجدارة، ويستحقون اسم فلسطين”.
وأكد المغرد حميدو الياسيني أن فلسطين تنتصر وتتوج بلقب الإرادة والتحدي، وقال إن “الفوز والتأهل له دلالات أكثر من اختزالها بمباراة كرة قدم، وأن المنتخب الفلسطيني يروي قصة شعب ممزق مسحوق ومظلوم” وأكد أن “الانتصار يمثل رمزية وبعدا إنسانيا ووطنيا لشعب تحت الاحتلال”.