أثار استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي شاحنات المساعدات الإنسانية ومن يتولى تأمينها وتوزيعها شمالي قطاع غزة، سخطا عارما بمنصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف مغردون ما حدث بأنه جريمة إبادة مكتملة الأركان.
ومع تزايد وتيرة الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لقوافل الإغاثة وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين الذين ينتظرون الحصول عليها، علقت لافتة على بوابة إحدى مدارس توزيع المساعدات في شمال قطاع غزة، وكُتب عليها “تم إلغاءُ تسليم المساعدات نتيجة عدم تأمين المساعدات وارتقاء الشهداء”.
وفي معرض تعليقه على المجازر الإسرائيلية، قال التجمع الوطني للعشائر الفلسطينية، إن الاحتلال يحاول نشر الفوضى باستهدافه الشرطة ولجان الحماية الشعبية، مشددا: “سنبقى سندا لأهل غزة وحكومتها ومقاومتها في وجه المحاولات العبثية للاحتلال وأذنابه”.
فوضى وتجويع
وحظيت صورة اللافتة بتفاعل واسع في الشبكات الافتراضية -بحسب رصد برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2024/3/21)- إذ أكد مغردون أن الاحتلال يسعى جاهدا لمنع وصول المساعدات أو توزيعها وخلق فوضى عارمة، ضمن سياسة التجويع التي ينتهجها في القاطع الشمالي.
وفي هذا السياق، تقول جانا: “المحتل عمل فوضى من أجل إيقاف المساعدات، الجرائم في مستشفى الشفاء لإيقاف المساعدات”.
ووصف مطهر ما يجري في شمالي غزة بأنه “حرب إبادة بالتجويع ثم من تجمع من الفلسطينيين لإغاثة الناس يقتلونهم مباشرة والهدف الإبادة”.
ورأى آدم أن “الجيش الصهيوني لا يخوض الحروب، وإنما يقتل الحياة ويسمم الآبار ويجرف الطرق ويهدم المخابز ومصحات التداوي والعلاج ويدمر العمران والمدارس ودار الحضانة، والدليل أن غزة كلها مدمرة والمدنيين في مجاعة”.
وأبدى وسام حمد الله أسفه الشديد لما وصل إليه حال الأمتين العربية والإسلامية وعجزها عن إيقاف المجازر التي ترتكب بحق الغزيين، وقال متسائلا: “لوين (إلى أين) وصل الاستهزاء في العرب والمسلمين، القصف وقت السحور، القصف وقت الفطور، قصف عند تسليم المساعدات”.
ثم أكمل مجيبا: “لو شايفين أنه في عرب أو مسلمين أو عارفين أنه في عرب أو مسلمين ما عملوا هيك”.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قدرت أن 85% من إجمالي عدد سكان القطاع باتوا نازحين، وجميعهم يعتمدون تقريبا على مساعدات الوكالة الأممية.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن أكثر من مليون شخص مهددون بالمجاعة في غزة، وطالب بالتحرك الفوري قبل أن يزداد الأمر كارثية لإيصال الغذاء والمساعدات.
من جانبه قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن الأزمة تزداد عمقا في شمال غزة؛ إذ لم تيسر السلطات الإسرائيلية سوى وصول 11 بعثة إنسانية من أصل 24 كان مخططا لتوجهها إلى المنطقة خلال أول أسبوعين من الشهر الحالي.