تباينت ردود فعل الإعلام الإسرائيلي بين “الاهتمام” و”التغطية الروتينية” تجاه حادثة قتل الاحتلال للناشطة الأميركية ذات الأصول التركية عائشة نور أزغي أيغي، خلال مشاركتها في مظاهرة مناهضة للاستيطان في محافظة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
صحيفة “هآرتس” الخاصة أبدت اهتماما كبيرا بواقعة قتل الناشطة عائشة نور، وضمن تغطيتها التي غلفتها بنبرة تعاطفية مع الراحلة، نقلت الصحيفة عن الناشط والإعلامي اليساري الإسرائيلي يوناثان بولاك، الذي كان شاهدا على الحادث، أن عائشة نور “أُصيبت برصاص جنود كانوا أعلى سطح منزل على بعد نحو 150 مترا منها، بينما كانت هي على الأرض، في حين لم تكن هناك أي مواجهات تذكر مع الفلسطينيين حينها”.
وأشار بولاك، الذي يعمل في الصحيفة ذاتها، إلى أن “الجنود الإسرائيليين صعدوا على سطح منزل ووجهوا أسلحتهم إلى الناشطة الأميركية، حيث أصابوها بطلقة مباشرة في الرأس”.
ولفت إلى أن “عائشة نور طلبت منه المساعدة بعد إصابتها المباشرة؛ ما دفعه إلى الركض نحوها لمسافة 15 مترا ليجدها مستلقية على الأرض تحت أشجار الزيتون، حيث نزفت حتى الموت جراء طلق ناري أصاب رأسها”.
وأكد بولاك، أن “الجيش الإسرائيلي يستخدم الذخيرة الحية كأسلوب أساسي في عملياته العسكرية في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة، حيث لا يهتم بوجود متظاهرين من عدمه”.
وأضاف أن “الجندي الذي أطلق النار على الناشطة فعل ذلك؛ لأنه يعلم أنه يستطيع ذلك دون أن يعاقبه أحد”.
مطالبات بـ”تحقيق مستقل”
على النحو ذاته، اهتمت صحيفة “يديعوت أحرونوت”بواقعة قتل المتضامنة عائشة نور.
ونقلت الصحيفة في تغطية موسعة للحدث أن عائلة الناشطة الراحلة “طلبت من الإدارة الأميركية إجراء تحقيق مستقل بشأن ملابسات مقتل ابنتهم، وتقديم الجناة للعدالة”، بعد تأكيد وسائل إعلام إسرائيلية أن أحد الجنود الإسرائيليين “قتل عائشة نور ببندقيته”.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” في هذا الصدد أن الجيش الإسرائيلي فتح الجمعة تحقيقا في ما زعم أنها “ادعاءات تتعلق بمقتل عائشة نور برصاصة في الرأس”.
ونقلت الصحيفة عن البيت الأبيض “انزعاجه البالغ” من مقتل الناشطة الأميركية برصاص إسرائيلي.
ولفتت إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن أجرت اتصالا بتل أبيب لمعرفة تفاصيل الحادثة، في حين وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الواقعة بأنها “مأساوية”.
تغطية روتينية
أما غالبية الإعلام الإسرائيلي فتعامل مع واقعة قتل عائشة نور تعاملا روتينيا، حيث لم يخصص مساحة واسعة لتغطية الحدث.
فصحيفة مثل “معاريف” (خاصة) وقنوات مثل القناة الـ”12″ والقناة الـ”7″ (خاصتان) وهيئة البث الإسرائيلية (رسمية) اكتفت بنقل الخبر عن وسائل إعلام فلسطينية، بدون تقديم أي تغطيات خاصة.
واستخدمت وسائل الإعلام تلك؛ أفعالا حيادية أو تشكيكية عند الإشارة إلى اتهام الجيش الإسرائيلي بقتل عائشة نور مثل “ادعى” أو “زعم”.
في حين نقل موقع “بحديري حريديم” العبري الخاص إدانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لواقعة قتل عائشة نور، بجانب تغطية روتينية للحدث.
والجمعة، قتل الجيش الإسرائيلي بالرصاص الحي الناشطة عائشة نور، أثناء مشاركتها بفعالية منددة بالاستيطان في بلدة بيتا بمحافظة نابلس.
وقال مدير مستشفى رفيديا بنابلس فؤاد نافعة، إن عائشة نور وصلت إلى المستشفى مصابة برصاص في الرأس حيث تم “إجراء عملية إنعاش لها، لكنها استشهدت”.
من جهته، قال غسان دغلس محافظ مدينة نابلس بالضفة الغربية، السبت، إن تشريح جثمان الناشطة الأميركية عائشة نور، أثبت مقتلها برصاصة قناص إسرائيلي في الرأس.
وأضاف دغلس، أن عملية تشريح الجثمان تمت (الجمعة) في معهد الطب العدلي بجامعة النجاح في نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وعملت عائشة نور في بعض شركات الأغذية بالإضافة إلى مكتب محاماة، وتطوعت في حركة التضامن الدولية “آي إس إم” (ISM)، التي دعمت الفلسطينيين بطرق سلمية ومدنية ضد احتلال إسرائيل لأراضيهم.
وكانت المواطنة الأميركية راشيل كوري، التي سُحقت تحت آلية مجنزرة إسرائيلية حتى الموت عام 2003، تنتمي إلى الحركة نفسها.