لا تزال تفاعلات الداخل الإسرائيلي مستمرة بشأن قتل جيش الاحتلال 3 ممن كانوا محتجزين في قطاع غزة رغم رفعهم الراية البيضاء واستنجادهم باللغة العبرية، فمع خروج المظاهرات الغاضبة، أثار الأمر تفاعل مغردين إسرائيليين عبر منصات التواصل.
ورفع الراية البيضاء في الحروب معناه الاستسلام، وهي إشارة واضحة بأن الملوح بها لا يشكل خطرا، ويريد الأمان والنجاة، وتنص اتفاقية جنيف الرابعة على أن قتل أو جرح المقاتل الذي استسلم مختارا، ورفع الراية البيضاء، يعد جريمة حرب مكتملة الأركان.
وهو الأمر الذي دفع مراقبين للتعليق بأن إسرائيل لو تمسكت بأخلاقيات الحرب لما تعرضت لفضيحة قتل أسراها لدى غزة، إذ كشف تحقيق للجيش، أن الجنود رصدوا خروج 3 أشخاص من أحد المباني بحي الشجاعية في غزة، وكانوا عراة الصدور يرفعون الرايات البيضاء، ويستنجدون باللغة العبرية.
ورغم ذلك، أطلق جنود الاحتلال النار عليهم خلافا للتعليمات، فقُتل اثنان وفر الثالث مصابا إلى داخل المبنى صارخا باللغة العبرية “أنقذوني أنقذوني” فتوقفوا عن إطلاق النار، وما إن خرج مرة أخرى حتى أطلق جندي آخر النار عليه وأرداه قتيلا، ليتبين بعد ذلك أنهم كانوا من المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن الأسرى الثلاثة وهم الجنود يوتام حاييم وألون شيمريز وسامر طلالقة، تمكنوا من الفرار من أسر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل أن يتم قتلهم على يد زملائهم في الجيش الإسرائيلي.
وبعد إعلان الجيش الإسرائيلي قتل 3 من رهائنه برصاص رفاقهم، نشرت كتائب القسام مقطع فيديو بعنوان “الوقت ينفد”، وظهر فيه بعض الأسرى الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية.
وأثار مقتل المحتجزين الثلاثة على يد الجيش الإسرائيلي غضبا كبيرا في إسرائيل، حيث خرج عشرات الآلاف في مظاهرات بميادين تل أبيب، وطالبوا فيها باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والبدء في التفاوض على صفقة تبادل أسرى جديدة مع حركة حماس.
ورغم ذلك، علق نتنياهو على الحادث بقوله “مع كل الأسى والحزن لما حصل للرهائن في غزة، فإنني أؤكد أن الضغط العسكري مهم للغاية من أجل إعادة المختطفين، ولتحقيق الانتصار على عدونا حماس، من دون الضغط العسكري لن نستطيع التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن جميع المختطفين”.
ورصد برنامج شبكات في حلقة اليوم (12023/12/17) جانبا من تعليق مغردين إسرائيليين على الحادث، ومن ذلك ما كتبه شابير “نعلم جميعا أن حياة المختطفين في خطر، سواء قتلوا على يد حماس، أو قتلوا بطريق الخطأ على يد قواتنا أثناء القتال”.
وغردت ليزي “نتنياهو شخص نرجسي سيكوباتي ليس لديه أي تعاطف مع ما حدث للرهائن الثلاثة، ويحاول تزييف مشاعره، لكنه يبدو دائما أخرقا ومصطنعا”.
فيما كتب لابين “تفاصيل مثل هذه الأحداث يجب نشرها، لأن الحقيقة مطلوبة، لكن بعد نهاية الحرب، فإن نشرها الآن يعد خطأ”.
أما إنجاف، فرأت أن “المخطئ في هذه الحادثة ليس الجيش الإسرائيلي”، مضيفة “هناك العشرات من كبار المسؤولين يحاولون تدمير الجيش عن قصد أو بغير قصد”.
في حين قال اتزك “القيادة العليا للجيش الإسرائيلي مصابة باليسارية المتطرفة.. تفكيرها وأولوياتها مشوهة.. لن ننتصر بهذا الشكل حتى لو استمر القتال 4 سنوات”.