قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية أمس السبت إن الجيش الإسرائيلي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لشن حرب شاملة في قطاع غزة يستطيع بها تقدير عدد الضحايا المدنيين في القصف، قائلة إن الخوارزميات التي طورتها إسرائيل أو شركات خاصة تعد أحد أكثر طرق القصف تدميرا وفتكا في القرن الـ21.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي ادعى قيادته ما سماه “حرب الذكاء الاصطناعي” الأولى، باستخدام 3 خوارزميات، هي “الكيميائي”، و”الإنجيل”، و”عمق الحكمة”، وذكرت نظاما عسكريا آخر تستخدمه يطلق عليه “مصنع الإطفاء”.
استخدام الخوارزميات
ويستخدم الجيش الإسرائيلي هذه الخوارزميات لتحليل عدد كبير من البيانات الاستخباراتية وتقدير تأثيرات الخيارات الإستراتيجية المختلفة المحتملة بسرعة.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أداتين على وجه الخصوص في حربه على قطاع غزة، هما “الإنجيل” و”مصنع النار”.
ويهدف الأول إلى اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، داخل محيط معين. والثاني، يُستخدم لتحسين خطط الهجوم للطائرات والمسيّرات اعتمادا على طبيعة الأهداف المختارة، كما تكون الخوارزميات مسؤولة عن حساب كمية الذخيرة اللازمة، وفق الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لدى الجيش الإسرائيلي تعمل من قبل مشغلين يجب عليهم التحقق والموافقة على الأهداف وخطط الغارات، مما يعني أن هذه الأنظمة لن تتخذ قرارا مباشرا بإطلاق النار، على الرغم من أن جزءا من العملية سيكون آليا.
استهداف المدنيين ليس صدفة
وقالت الصحيفة إن خوارزمية “الإنجيل” تأخذ الخسائر المدنية من بين العناصر التي تعتبرها في تحديد أهداف جديدة للقصف.
ونقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية مقابلتها لمصدر عسكري، قال إن صواريخهم لغزة ليست عشوائية، وأفاد بأنه “عندما تُقتل فتاة في الثالثة من عمرها في منزل بغزة، فذلك لأن فردا بالجيش الإسرائيلي قرر أن موتها ليس مهما”، مؤكدا أنهم يعرفون حجم الأضرار الناتجة عن قصف كل منزل.
قصف محموم
ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها إن استخدام هذه الحلول التكنولوجية يفسر كيف تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف قطاع غزة بهذه الوتيرة المحمومة.
فبحسب أرقام الجيش الإسرائيلي، قصف 15 ألف موقع خلال أول 35 يوما من أيام الحرب على القطاع، واعترف بأن خوارزمية “الإنجيل” سمحت له تلقائيا بتحديد “أهداف بوتيرة سريعة”.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي قال إن خوارزمية “الإنجيل” تسجل 100 هدف يوميا للقصف، في حين كان الجيش يضع 50 هدفا سنويا في غزة لقصفهم، ووصف ضباط سابقون بالجيش الخوارزمية بأنها “مصنع اغتيالات جماعية”.