8/6/2023–|آخر تحديث: 8/6/202309:38 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
نفى الجيش الأوكراني تقريرا إعلاميا غربيا -اليوم الخميس- عن بدء كييف هجومها المضاد المرتقب على القوات الروسية، ولم تعلق موسكو على هذه الأنباء، لكنها قالت إنها دمرت رتلا من الدبابات الأوكرانية كانت في طريقها نحو خطوط الجبهة.
ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، قوله “ليست لدينا معلومة من هذا القبيل”.
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤولين عسكريين أوكرانيين تأكيدهم بدء القوات الأوكرانية الهجوم المضاد على القوات الروسية، وأكدت أن القوات الأوكرانية كثفت هجماتها على خط المواجهة في جنوب شرق البلاد.
كما نقلت شبكة “إن بي سي” (NBC) الإخبارية عن ضابط أوكراني كبير وجندي قرب الخطوط الأمامية، قولهما إن الهجوم بدأ.
وفي السياق ذاته، نشر قائد القوات البرية الأوكرانية -اليوم الخميس- مشاهد لتدمير آليات روسية في مدينة باخموت، ضمن الهجوم المضاد الذي تنفذه القوات الأوكرانية على القوات الروسية، وقال إن قواته تحرز تقدما مستمرا في المدينة.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الخميس في إفادتها اليومية عن أوكرانيا، أن قتالا عنيفا يدور على امتداد “قطاعات عديدة من الجبهة”.
لا تعليق روسيًّا
في المقابل، لم تعلق روسيا حتى الآن على الهجوم المضاد، لكن وزارة الدفاع الروسية نشرت -اليوم الخميس- مقطع فيديو يظهر طوابير من الدبابات الأوكرانية، قالت إنها كانت في طريقها نحو خطوط الجبهة.
وأكدت الوزارة أن المدفعية الروسية دمرت السواد الأعظم من المدرعات التي تضم دبابات غربية الصنع مثل “ليوبارد”، حسبما أفادت وكالة سبوتنيك.
في غضون ذلك، اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أوكرانيا بتفجير محطة كاخوفكا الكهرمائية، للتستر على خسائرها خلال محاولة تنفيذ الهجوم المضاد، وفق تعبيره.
وقال لوكاشينكو خلال لقائه في مينسك مع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن الهجوم العسكري الأوكراني كان بمثابة تضليل من قبل السلطات الأوكرانية، وشدد على أنه لا خيار لتسوية الأزمة الأوكرانية سوى المفاوضات.
اتهامات وعمليات إنقاذ
في الأثناء، تواصل السلطات الأوكرانية عمليات الإنقاذ للسكان في منطقة خيرسون جنوب البلاد التي اجتاحتها الفيضانات بعد أن أدى تدمير سد كاخوفكا إلى إغراق قرى وحقول وطرق.
وقال حاكم المنطقة إن المياه غمرت نحو 600 كيلومتر مربع من الأراضي، وقال الجيش الأوكراني إن الفيضانات في خيرسون أجبرت القوات الروسية على التراجع، و”قلصت القصف الروسي إلى النصف”.
وكما تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بتفجير سدّ كاخوفكا، تبادل البلدان الاتهامات اليوم بقصف المنطقة التي حاول عمال الإغاثة فيها إنقاذ الناس والحيوانات من الفيضانات التي لا يزال يرتفع منسوبها.
وقال المدعي العام الأوكراني إن مدنيا قُتل في قصف روسي بمدينة خيرسون، كما اتهمت الإدارة العسكرية الأوكرانية القوات الروسية بمواصلة القصف وترهيب المدنيين.
في المقابل، اتهم الكرملين أوكرانيا بقصف عمال الإنقاذ الروس في المنطقة التي غمرتها المياه بعد انهيار السد، كما اتهم الجيش الأوكراني بقصف محطة كهرباء فرعية في كورسونكا قرب كاخوفكا.
مفاعلات زاباروجيا
في غضون ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن الشركة المشغلة لسد كاخوفكا أعلنت -اليوم الخميس- أن الخزان الذي تم إنشاؤه بواسطة السد في جنوب أوكرانيا لم يعد بإمكانه توفير المياه لتبريد مفاعلات محطة زاباروجيا النووية.
وقال إيغور سيروتا المدير التنفيذي لشركة “أوكرهيدروينرجو” إن منسوب المياه “أقل من النقطة الفاصلة البالغة 12.7 مترا”، مما يعني أنه لم يعد ممكنا إمداد “الأحواض في محطة زاباروجيا للطاقة النووية لتبريدها”.
كما أعلنت السلطات الأوكرانية أن تفجير سد كاخوفكا قد يؤدي لخسارة ملايين الأطنان من الحبوب.
وسبق أن أفادت الوزارة بعد تفجير السد بأن قرابة 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية في منطقة خيرسون، وخصوصا المناطق الواقعة جنوب النهر، ستغمرها المياه.
اتفاق أممي
وأعلنت الخارجية الأوكرانية عن اتفاق مع الأمم المتحدة على إخلاء الضفة اليسرى من نهر دنيبرو، حيث منطقة الفيضانات وإرسال فرق لتقديم المساعدات الإنسانية بشرط ضمان المرور الآمن إلى الأراضي التي تسيطر عليها حكومة أوكرانيا.
وقال بيان للخارجية الأوكرانية إنه تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على أن تخلي وحداتها المناطق المتضررة من الضفة الجنوبية لنهر دنيبرو الخاضعة لسيطرة روسيا إلى الضفة الشمالية الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.
وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدينة خيرسون، لتفقد آثار الفيضانات الناجمة عن تفجير سد كاخوفكا، ووصف الوضع بالكارثة.
وقال زيلينسكي إنه ناقش مع الإدارة المحلية الأوضاع في خيرسون، وعمليات الإجلاء، والجهود المبذولة لاستعادة النظام في المنطقة، فضلا عن الوضع العسكري.