أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية استهدفت العاصمة كييف بصواريخ كروز، وأكدت وضع 6 موانئ روسية في البحر الأسود في دائرة “منطقة العمليات الحربية”. تأتي هذه التطورات بعد ساعات من استهداف القوات الأوكرانية ناقلة نفط روسية، كما توعدت روسيا بالرد.
وفي أحدث تطور، استهدفت ضربة صاروخية روسية مباني شركة تصنيع الطائرات “موتور سيش” التي تديرها الدولة منذ عام 2022، حسب ما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال زيلينسكي -في مداخلته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي- “وقع هجوم صاروخي روسي جديد على بلدنا.. أصاب موتور سيش ومنطقة خميلنيتسكي”.
كما أعلن الرئيس الأوكراني في وقت لاحق أن القوات الروسية قصفت مركزا لنقل الدم في منطقة خاركيف (شمال شرق البلاد)، مضيفا أنه تم الإبلاغ عن سقوط “قتلى وجرحى”.
وبموازاة ذلك، نقلت وسائل إعلام أوكرانية عن مصادر في أمن الدولة وسلاح البحرية الأوكرانيين قولها إن قواتهما نفذت عملية خاصة جديدة في البحر الأسود، بتفجير ناقلة نفط روسية كانت تقوم بنقل الوقود للقوات الروسية.
وقالت الوكالة الفدرالية الروسية للنقل البحري إن الناقلة “إس آي جي” تعرضت لهجوم بزورق مسيّر قرب شبه جزيرة القرم تسبب في حدوث ثقب في غرفة المحركات على جانب الناقلة الأيمن.
وقال مصدر استخباري أوكراني إن زورقا مسيّرا يحمل 450 كيلوغراما من المتفجرات ضرب ناقلة نفط تحمل وقودا للقوات الروسية.
وفي سياق متصل، أعلنت القوات البحرية الأوكرانية أن 6 موانئ روسية في البحر الأسود في دائرة “منطقة العمليات الحربية”، حسب وصفها.
وقال المتحدث باسم الاستخبارات الأوكرانية أندريه يوسوف إن استهداف السفن العسكرية الروسية نتيجة طبيعية لتداعيات ما وصفه بالعدوان الروسي على أوكرانيا. وأضاف يوسوف أن الأسطول الروسي لم يعد محصنا أمام هجمات بوسائل صغيرة لكنها حديثة.
وفي سيفاستوبول، أعلن حاكم المدينة الموالي لموسكو ميخائيل رازفوجييف رصد زورق مسير بالقرب من المدينة، ويتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتدميره.
طريق وحيد للسلام
بدوره، قال المستشار بمكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك إن الأحداث الأخيرة في البحر الأسود تشير بوضوح إلى أن تحرير الأراضي الأوكرانية -حسب تعبيره- هو “الطريق الوحيد للسلام”.
وقال بودولياك إن تدمير القواعد العسكرية لروسيا يجبرها على الامتثال لمعايير القانون الدولي، وأشار إلى أن أي محادثات أو مفاوضات تسمح لروسيا بسد الثغرات وزيادة عدوانيتها هي عديمة الجدوى، حسب تصريحه.
وانتقد بودولياك دعوة الأمم المتحدة إلى تجنب الخطوات التي تؤدي الى التصعيد في البحر الأسود.
وقال إنه لا يتذكر إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة تحدث عن عدم جواز التصعيد عندما هاجمت روسيا الموانئ الأوكرانية في أوديسا والدانوب، لكن عندما تبدأ أوكرانيا المقاومة بشكل فعال يخرج العديد من “محامي الشيطان” -حسب وصف مستشار الرئاسة الأوكرانية- مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار.
الموقف الروسي
وفي المقابل، دانت وزارة الخارجية الروسية بشدة ما وصفته بـ”الهجوم الإرهابي الأوكراني” على سفينة مدنية روسية في مضيق كيرتش.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن روسيا سترد بقوة على هجمات كييف.
وكان یان غاغین مستشار حاكم دونيتسك الموالي لروسيا قال إن القوات الأوكرانية هاجمت سفينة مدنية في مضيق كيرتش.
وأضاف غاغين أن الهدف من الهجوم هو التغطية على إخفاقات أوكرانيا في المعارك، وتوجيه رسالة لمموليها بأنها تحقق نتائج على الجبهة، حسب تعبيره.
وقد وصف دميتري مديفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي السلطات والمسؤولين الأوكرانيين بـ”الأوغاد الذين لا يفهمون سوى لغة القوة”، حسب تعبيره.
وعلق على صفحته في تليغرام على حادث استهداف ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش بالقول إنه إذا كانت كييف تسعى لإحداث كارثة بيئية في البحر الأسود، فإن هذه الكارثة يجب أن تقع في الجزء الأوكراني من تلك المنطقة.
تطورات
وفي التطورات العسكرية البرية، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن مدنيين قتلوا، وتعرضت منشآت للبنية التحتية للدمار؛ جراء قصف للقوات الروسية في 24 ساعة الماضية. وأشارت الهيئة إلى أن خطوط المواجهة بين الطرفين شهدت 36 اشتباكا.
من جانبها، قالت هانا مليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن قوات بلادها اخترقت خط الدفاع الأول للقوات الروسية في محاور قتال عدة جنوبي البلاد، من دون أن تسميها، مضيفة أن المواجهات انتقلت إلى خط الدفاع الأوسط الذي أقامه الجيش الروسي في تلك المناطق.
في المقابل، بثت وزارة الدفاع الروسية صورا قالت إنها لسيطرتها على بلدة نوفوسيلوفسكوي، في لوغانسك (شرقي أوكرانيا).
وأعلنت الوزراة مقتل 100 جندي أوكراني، واستسلام 6، والسيطرة على 11 معقلا للقوات الأوكرانية، خلال معارك باتجاه كوبيانسك بمقاطعة خاركيف.
وذكرت الوزارة أن قوات الغرب في الجيش الروسي حققت تقدما باتجاه كوبيانسك، مشيرة إلى أن الوضع الميداني في بلدتي أولشانا وبرشوترافنيفو بخاركيف تحت السيطرة، على حد وصفها.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم قوات الجنوب في الجيش الروسي فاديم إستافيف إن القوات الروسية هاجمت مواقع للقوات الأوكرانية في لوغانسك ودونيتسك، وأضاف أن القوات استهدفت مستودعات للذخيرة وآليات عسكرية.
أهداف روسية
على صعيد آخر، نفى السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف ما تناقلته وسائل إعلام عن نية روسيا تأخير ما سماها العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلى ما بعد الانتخابات الأميركية العام المقبل.
وقال أنطونوف، ردا على أسئلة الصحفيين، إن الإجراءات الروسية لا تعتمد على الوضع الداخلي في الولايات المتحدة، مؤكدا أن العملية العسكرية الخاصة لها أهدافها، وغاياتها واضحة، وستنفذها بلاده بشكل كامل.
ودعا أنطونوف واشنطن والغرب إلى التخلي عن خطط نقل طائرات “إف-16” إلى أوكرانيا، مؤكدا أنه لا جدوى من تزويد نظام الرئيس الأوكراني بالأسلحة وتشجيع أنشطته الإرهابية، كما دعا للتخلص من أوهام إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا، حسب تعبيره.
ويرى أنطونوف أن نقل طائرات “إف-16” إلى كييف من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد غير مقبول ويزيد المخاطر النووية.