قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن الجهد الهندسي يسبق دائما العمل العسكري للتأكد من عدم وجود عبوات ناسفة قد تنفجر بالآليات العسكرية، متطرقا إلى آلية عمل جيش الاحتلال في معركة مخيم جباليا الحالية.
وجاء حديث الفلاحي في معرض تعليقه على أحدث كمين أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنفيذه غرب معسكر جباليا شمالي قطاع غزة.
وقالت القسام في بيان اليوم الاثنين إن مقاتليها أوقعوا قوة هندسية إسرائيلية في كمين محكم بعد وصول دبابة وناقلة جند وجرافتين عسكريتين من نوع “دي 9” محملتين بعدد من مكعبات المواد المتفجرة شديدة التدمير إلى مقتلة الكمين.
وأوضحت القسام أن مقاتليها استهدفوا الجرافة الأولى بقذيفة “الياسين 105” والجرافة الثانية بعبوة “شواظ”، مما أدى إلى انفجار الآليات والمكعبات الناسفة في الرتل المتقدم وتدميره وإيقاع طواقم الآليات الإسرائيلية بين قتيل وجريح.
ووفق الخبير العسكري، فإن جيش الاحتلال يضغط من الجهة الغربية نحو جباليا بهدف تهجير السكان وتدمير المربعات السكنية، مبينا أن ضرب الآليات الهندسية “يوقف الجهد الهندسي ويجبر القطاعات العسكرية اللاحقة على عدم التقدم”.
ويلجأ جيش الاحتلال في حالة القتال بالمناطق المبنية إلى تطويقها ثم محاولة الحصول على موطئ قدم، قبل البدء بعملية قضم المناطق بالقتال من شارع إلى شارع، وقصف أي مكان يتحصن داخله مقاومون، حسب الفلاحي.
وفي هذه الحالة يعمد الجيش الإسرائيلي إلى قصف وتدمير مربعات سكنية كثيرة بغية تهجير السكان وإجبارهم على النزوح مع قرب فصل الشتاء، في تطبيق عملي لـ”خطة الجنرالات”، وفق الخبير العسكري.
ويعتقد أن الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها جيش الاحتلال ستؤخر محاولة الدخول والسيطرة على مناطق شمال قطاع غزة رغم أن المواجهات تجري بمحورين رئيسيين، شرقا وغربا.
وبيّن الخبير العسكري أن الدفع بلواء غفعاتي -وهو لواء مشاة- لكونه يصلح للقتال في حرب العصابات وداخل المدن خلافا لألوية المدرعات المخصصة لعمليات التطويق والفصل.
وعلى الجبهة الشمالية، يعتقد الفلاحي أن استخدام الطائرات المسيّرة على نطاق أوسع يعني أن هناك منظومة جديدة للعمل العسكري، خاصة بعد هجوم بنيامينا في حيفا، والذي قتل فيه 4 جنود وأصيب 67 آخرون من لواء غولاني.
ويعني إطلاق مسيّرة عن طريق البحر -حسب الخبير العسكري- أنها قد تكون باتجاه أهداف بحرية مثل حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط أو باتجاه الداخل الإسرائيلي، لكن إسقاطها لم يحدد وجهتها النهائية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين “اعتراض 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأبيض المتوسط قبل أن تعبر إلى الأراضي الإسرائيلية”، بالتزامن مع الإعلان عن وقف مؤقت لإقلاع الطائرات من مطار بن غوريون في تل أبيب لدقائق.
وعن العملية البرية شمالا، قال الخبير العسكري إن الجيش الإسرائيلي يركز حاليا على السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع لبنان باعتباره مناطق حاكمة قبل التوغل أكثر في العمق، مقللا من محاولة السيطرة على بلدة عيتا الشعب.