“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اضطرت زوجتي للسفر مع ابني المصاب، واضطرت لظروف ترك طفلها الرضيع بغزة معي، ويبدو أن رحلة العلاج ستطول لأكثر من شهرين لذلك أبحث عن شخص من مرافقين المصابين يستطيع أخذ ابني الرضيع معه من غزة وإيصاله إلى والدته في سيناء”.
كان هذا آخر منشور كتبه الصحفي إياد الرواغ عبر صفحته على الفيسبوك قبل أسابيع يناشد فيه أي شخص يغادر غزة بإيصال ابنه الرضيع إلى زوجته في مصر، بسبب عدم توقف الطفل عن البكاء وعدم وجود حليب للأطفال في غزة.
ولكن الاحتلال الإسرائيلي لم يمهل إياد بإيصال الرضيع إلى أمه حيث قصف منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فاستشهد هو والرضيع، وعدد من أفراد عائلته.
ونشرت زوجته بوست عبر حسابه على الفيسبوك تنعى فيه وزجها و4 من أطفالها “إياد الرواغ أبو لؤي مذيع في صوت الأقصى وأولادي الأربعة لؤي وندى ويزن وطفلي الرضيع أحمد”
ونشر مصورون على منصات التواصل فيديوهات تظهر أحد الأشخاص، وهو يحمل الطفل الرضيع وعلق بالقول “هذا الطفل الرضيع بقي عند والده، وفي النهاية راح إياد وراحت عيلته”.
ومع انتشار خبر استشهاد الصحفي إياد الرواغ، شهدت منصات التواصل حالة من الغضب والحزن، وقال مغردون إن الاحتلال الإسرائيلي قرر اختصار معاناة إياد وطفله الرضيع بكبسة زر من طيار حربي، وقنبلة تزن طنا من البارود والموت، بحسب تعليقهم.
وعلق بعض المتابعين على خبر استشهاد الرواغ ورضيعه وعدد من أفراد عائلته أن قصة إياد تحكي جانبا من وجع لا تنتهي فصوله المؤلمة لأهالي غزة في ظل استمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على أهالي القطاع.
الشهيد الأديب الصحفي/ إياد الرواغ يحكي لكم عن جانب من وجع لا تنتهي فصوله المؤلمة في #غزة.. pic.twitter.com/nWY24eTC5N
— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) January 29, 2024
بعد أيام من هذه المناشدة، قتلت “إسرائيل” الصحفي إياد الرواغ وطفله الرضيع و10 من أفراد عائلته بقصف مباشر على منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة.
قررت “إسرائيل” اختصار معاناة الرضيع وطفله، وإنهاء المعاناة بكبسة زر من طيار حربي، وقنبلة تزن طُنًا من البارود والموت. pic.twitter.com/qqfsZgKIt7— Saad Waheidi (@WaheidiSaad) January 27, 2024
وأشار آخرون إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهداف الصحفيين الفلسطينيين وعوائلهم ضمن جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد المدنيين في غزة، كان آخرهم إياد ورضيعه وعددا من أفراد عائلته.
صديقي وزميلي الصحفي إياد الرواغ، كان أصيب ابنه وغادر للعلاج مع والدته وتركت رضيعهت بحاجة لعناية، فكان إياد يعاني مع الرضيع الذي يبكي ليل نهار يناشد حضن أمه الغائبة.
قبل قليل أرسل الاحتلال صواريخه ليتوقف الرضيع عن البكاء طلبا لأمه، ورحل معه والده إياد و 14 فردا من العائلة.
مع… pic.twitter.com/23BT96agFd
— معتصم ️ (@Muatsim) January 25, 2024
ونعت إذاعة الأقصى إياد الرواغ، وقالت في تدوينة نشرتها عبر حسابها على منصة إكس “بقلوب مطمئنة بقضاء الله وقدره تنعى إذاعة صوت الأقصى الزميل الصحفي إياد الرواغ، مقدم البرامج في إذاعة صوت الأقصى، والذي ارتقى مع عدد من أفراد عائلته بعد قصف الاحتلال لمنزلهم”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مع استشهاد الزميل إياد أحمد الرواغ، مقدم ومذيع إذاعة صوت الأقصى في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يرتفع عدد الشهداء الإعلاميين في غزة منذ بداية الحرب إلى 120 شهيدا.