طالبت بريطانيا الصين اليوم الثلاثاء بإغلاق “مراكز شرطة سرية” صينية في المملكة المتحدة، يُفترض أنها تقدم خدمات إدارية لكنها متهمة باستخدامها أيضا لملاحقة المعارضين، غير أن بكين تنفي وجود هذه المراكز.
وقال وزير الأمن البريطاني توم توغنهات، في بيان موجه إلى برلمان بلاده، إن وزارة الخارجية “أبلغت السفارة الصينية أن أي وظيفة تتعلق بمراكز الشرطة هذه في المملكة المتحدة غير مقبولة، ولا ينبغي أن تعمل تحت أي ظرف من الظروف”.
وذُكر وجود مثل هذه المراكز في المملكة المتحدة وأيضا في فرنسا والولايات المتحدة وكندا، لكن لطالما نفت الصين ذلك.
تحقيقات أولية
وبدأت وزارة الداخلية البريطانية وشرطة لندن تحقيقات أولية بعدما وثقت مجموعة حماية حقوق الإنسان “سيفغارد ديفينديرز” (Safeguard Defenders) العام الماضي وجود مراكز أمنية سرية للصين في بريطانيا.
وتحدث الوزير توغنهات عن إمكانية وجود 3 مراكز أو حتى 4 في المملكة المتحدة، وقال إن الشرطة زارت كل موقع يُشتبه فيه ولم تلاحظ “أي نشاط غير قانوني”. وتابع وزير الأمن “نعتقد أن مراقبة الشرطة والجمهور كان لها تأثير”.
وأضاف “ومع ذلك، أُنشئت مراكز الشرطة هذه من دون إذن منا، ومهما كان مستوى النشاط الإداري منخفضا، فإنه سيثير قلق وخوف أولئك الذين غادروا الصين بحثًا عن الأمان والحرية في المملكة المتحدة”.
Two Arrested for Operating Illegal Overseas Police Station of the Chinese Government | OPA | Department of Justice https://t.co/lvjc7SFHHQ
— Safeguard Defenders (保护卫士) (@SafeguardDefend) April 17, 2023
شركة ومركز
وفي أبريل/نيسان 2023، نشرت صحيفة “ذا تايمز” (The Times) البريطانية مقالا عن لين رويو، وهو رجل أعمال صيني تربطه علاقات بحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا ويدير شركة لتوصيل الطعام في منطقة كرويدون بضواحي لندن، وتعمل هذه الشركة أيضا كمركز للشرطة الصينية بشكل غير معلن.
وذكّرت السفارة الصينية في لندن بأنها أكدت “مرارا أنه لا يوجد ما يسمى بأقسام للشرطة في الخارج”، ونددت بنشر “اتهامات كاذبة”.
دول أخرى
وكانت السلطات الأميركية قالت في أبريل/نيسان 2023 إنها أوقفت رجلين بتهمة إنشاء “مركز أمني” صيني سري في نيويورك، كما وجهت اتهامات إلى 34 موظفا حكوميا صينيا لمشاركتهم في حملة لمراقبة ومضايقة معارضين لبكين يقيمون في الولايات المتحدة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلنت كندا أنها استدعت السفير الصيني لديها لتوضيح مسألة مراكز الشرطة الصينية التي يشتبه في إقامتها على الأراضي الكندية، وحذرت من اتخاذ تدابير بهذا الشأن. لكن بكين أكدت أن هذه “المراكز” لا تتعلق إطلاقا بأي شرطة بل “هدفها الرئيسي تقديم مساعدة مجانية للمواطنين الصينيين”.