نشرت مجلة لوبس (L’Obs) الفرنسية تقريرا أوردت فيه آراء عدد ممن تبرعوا لحملة دعم الشرطي قاتل الفتى الفرنسي نائل مرزوق، موضحة أن مَن وردت أسماؤهم في موقع التبرع ينتمون أو يؤيدون تيار اليمين المتطرف.
وصرّحت سيدة تدعى “سيلفي” -وهي زوجة شرطي سابق مقعد بعد أن صدمه سائق أثناء الخدمة- أنها شاركت بمبلغ محترم في الحملة، مؤكدة أنه واجب ضروري لعائلة الشرطي المحتجز لدى الأمن حاليا.
وذكرت السيدة الفرنسية أنها تعاني منذ إصابة زوجها من تكاليف إدارة البيت ورعاية الزوج وتربية الأطفال الثلاثة، واتهمت المؤسسة الأمنية بتجاهلها وزوجها، وقالت إنها لا تريد لعائلة الشرطي قاتل الفتى نائل أن تعيش المصير نفسه.
جان مسيحة
وكان اليميني المتطرف جان مسيحة -الفرنسي ذو الأصل المصري- قد أطلق حملة لجمع أموال لأسرة الشرطي قاتل نائل، شارك فيها أكثر من 85 ألف شخص، واستطاعت خلال أيام قليلة جمع نحو 1.636 مليون يورو.
ومسيحة هو الناطق الرسمي السابق باسم المتطرف إريك زمور المتهم بمعاداة الإسلام والمسلمين والمهاجرين، ويتبنى حزبه “الاسترداد” أطروحات عدائية لهم.
ونقلت لوبس عن النائب اليساري آرثر ديلابورت، قوله إن تيار اليسار يرى في ما قام به مسيحة “حملة عار” تسعى لترسيخ الأفكار العنصرية في البلاد، حيث يستغل مسيحة مأساة مقتل الطفل نائل للترويج للأفكار السياسية التي تنشر الكراهية وسط المجتمع.
تشجيع الكراهية
وبحسب النائبة الأوروبية مانون أوبري، فإن رسالة الحملة التي أطلقها مسيحة قد تعني التشجيع على قتل فتى عربي، وذكرت لوبس أن ياسين بوزرو، محامي عائلة الفتى نائل، قدم شكوى ضد جان مسيحة بتهمة الاحتيال.
كما أن رئيسة الحكومة الفرنسية نفسها إليزابيث بورن أوضحت أن تنظيم حملة الدعم من طرف مقرب من اليمين المتطرف أمر لا يساعد على تهدئة الأوضاع.
وأكدت لوبس أن بعض المتبرعين ينتمون لحزب “الاسترداد” الذي يرأسه زمور، وآخرون ينتمون لحزب “التجمع الوطني” اليميني الذي ترأسه مارين لوبان، وتراوحت مبالغ التبرعات ما بين 5 يوروات و3 آلاف يورو.
دوافع
وتبرع سليمان، وهو من أسرة مهاجرة وفي الثلاثينيات من عمره، بعشرة يوروات، وصرح للمجلة بأنها تعبير عن الظروف الصعبة التي يعمل فيها رجال الشرطة، مبرزا أن انعدام الأمن هو القضية الأولى التي تشغل باله.
كما تبرّعت ماري -المدّرسة في القطاع الخاص- هي الأخرى بمبلغ عشرة يوروات ولم تتردد في التعبير عن تأييدها لما فعله الشرطي، مؤكدة أن الفتى نائل “ما كان له أن يسوق سيارة وهو يبلغ من العمر 17 عاما، وكان يجب عليه أن يمتثل لأوامر الشرطي”.
وأكدت ماري لمجلة لوبس أنها مولعة بكتّاب مثل رونو كامو صاحب نظرية الاستبدال الكبير، مشيرة إلى أن الحرب “ستكون حربا عرقية وليست حربا أهلية، فهؤلاء ليس فرنسيين بل يكرهون فرنسا”.
بينما أكد غيوم (30 عاما) لمجلة لوبس أنه تردد في التبرع للحملة بسبب وقوف شخص مثل جان مسيحة خلفها، مبرزا أنه صوت سابقا لصالح فرانسوا هولاند، ثم لاحقا لإيمانويل ماكرون، وربما يصوت لليسار لاحقا.
وكشف أنه قرر في نهاية المطاف التبرع كرسالة لدعم لرجال الشرطة الذين يعانون من أجل ضمان الأمن للجميع، معترفا بأن الشرطي ارتكب حماقة كبرى بقتله الفتى نائل.